بين الحب والرقة.. كيف تتحول معاملة الأميرة إلى نمط حياة يثير الجدل؟

انتشرت على نطاق واسع مقاطع فيديو لكورتني بالمر، المرأة البالغة من العمر 37 عامًا، تتحدث فيها عن تجربتها في ما تسميه معاملة الأميرة، حيث تعتمد على زوجها في معظم المواقف الاجتماعية، مما أثار نقاشًا حادًا حول الأدوار الجندرية في العلاقات الزوجية.
فكرة "معاملة الأميرة" تكتسب شهرة متزايدة
ليست فكرة "معاملة الأميرة" جديدة على الإنترنت، إذ تحظى مقاطع الفيديو التي تروّج لاستغلال "الطاقة الأنثوية" وشيوع الاعتماد على الشريك في اتخاذ المبادرات، بشعبية واسعة.
كورتني بالمر استوحت هذه الفكرة وبدأت في فبراير بنشر فيديوهات توثق فيها حياتها كأم ربة منزل، وتسرد كيف يشارك زوجها المسؤوليات اليومية، قبل أن تطلق سلسلتها الشهيرة التي تشرح فيها تفاصيل "معاملة الأميرة" بشكل يومي.
تفاصيل "معاملة الأميرة" كما تعرضها بالمر
في مقطع فيديو نشرته بالمر في 21 يونيو على TikTok، تحدثت عن كيفية قضائها لموعد عشاء رومانسي مع زوجها، قائلة إنها لا تفتح الأبواب بنفسها، ولا تتحدث مع المضيفة أو تطلب طعامها، بل تترك ذلك لزوجها كجزء من تجربتها الأنثوية.
وأكدت بالمر أنها تستمتع بأن يطلب لها زوجها الطعام، معتبرة الأمر "تجربة ممتعة كأميرة"، مضيفة أنها تتجنب إحداث ضجة أو جذب الانتباه في المطاعم، وتحافظ على هدوءها وأدبها في التعامل مع الآخرين.
ردود فعل متباينة
حصد الفيديو ملايين المشاهدات، وأشعل نقاشًا واسعًا في التعليقات حول دور المرأة في العلاقات الزوجية، مع انتقادات تشير إلى أن هذا السلوك "رجعي" ويعزز نماذج نمطية قديمة عن المرأة والصمت.
لكن بالمر نفت هذه الاتهامات، مؤكدة أنها تتحدث وتضحك وتتخذ قراراتها بحرية، وأن ما تعرضه هو "كرم زوجي ورعاية متبادلة"، وليست علاقة تحكم أو إخضاع.
بالمر توضح الحقيقة وراء الفيديوهات
في مقابلة مع مجلة "بيبول"، أوضحت بالمر أن الفيديوهات أُسيء فهمها لأن كثيرًا من المشاهدين لم يشاهدوا كامل السلسلة التي توضح تفاعلها مع طاقم الخدمة والمضيفات، وكيف تستمتع بتلك اللحظات الصغيرة من التواصل.
وقالت: "لم أقصد أبدًا تصوير نفسي كامرأة صامتة أو خاضعة. نحن نحاول ببساطة تبني أسلوب حياة هادئ وسلمي قائم على الاحترام والرقة."
مجتمع داعم ومتزايد حول "معاملة الأميرة"
بعد انتشار الفيديو، لاقت أفكار بالمر صدى بين عدد كبير من النساء اللاتي عبّرن عن شعورهن بالإرهاق من تحمل المسؤوليات كاملة في علاقاتهن، وبدأن يطلبن نصائحها.
وتمكنت بالمر من بناء مجتمع صغير يضم نحو 16,000 متابع عبر منصات التواصل، يشارك فيها النساء تجاربهن ورغباتهن في نمط حياة يعزز الرقة والتفاهم.
رؤية بالمر حول القوة والرقة في العلاقة
تؤكد بالمر أن "معاملة الأميرة" ليست عن الخضوع أو فقدان السيطرة، بل عن اختيار الرقة واللين وتفويض القيادة بشكل متوازن مع شريك الحياة.
وقالت: "رقتك لا تعني أن يتحكم بك أحد، بل أن تمنحي شريكك فرصة للقيادة كحامٍ ومُعيل، ويصبح هذا أسلوب حياة هادئًا ومتزنًا."
علاقة بالمر وزوجها
متزوجة منذ 18 عامًا، تصف بالمر ديناميكية علاقتها بزوجها بأنها طبيعية ومستقرة، حيث يدعمها ويجعلها تشعر بأنها مميزة دائمًا، رغم أنه لا يتابع نشاطها على مواقع التواصل.
وأشارت إلى أن العلاقة بينهما مبنية على الاحترام والتفاهم، وأن ما تعرضه في الفيديوهات يعكس تلك الحقيقة، لا محاولة فرض نمط معين أو تلاعب.
قصة شخصية تحولت إلى ظاهرة اجتماعية
تقول بالمر إنها فوجئت بردود الفعل العنيفة تجاه محتواها، لكنها تؤمن بأنها أعطت صوتًا لمن يشعرن بالإرهاق في العلاقات، وأوجدت مجتمعًا صغيرًا داعمًا لمفهوم جديد للأنوثة والرومانسية.
وتضيف: "لقد كان الأمر يتطور داخليًا لسنوات، وكنت أخشى التحدث عنه حتى الآن. أعتقد أن الكثير من الناس يرغبون في التعبير عن رغبتهم في العيش برقة وحب."