هل تهدد مجموعة «بريكس» هيمنة الدولار؟.. خبيرة اقتصادية تحذر

في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية المتسارعة، طرحت الدكتورة حنان رمسيس، الخبيرة الاقتصادية، رؤيتها حول التحديات المحتملة أمام مجموعة "بريكس"، وتحديدًا في سياق سعيها للتقليل من الاعتماد على الدولار الأمريكي، مشيرة إلى أن ذلك قد يؤدي إلى اندلاع حروب تجارية عالمية بين القوى الاقتصادية الكبرى.

جاء ذلك خلال لقائها في برنامج "الخلاصة"، المذاع عبر قناة المحور الفضائية، حيث ألقت الضوء على التوجهات الاقتصادية الجديدة لتحالف "بريكس" وتأثيرها المحتمل على النظام المالي العالمي.

تحذيرات من حروب تجارية 

قالت حنان رمسيس إن التوجه نحو التحرر من الدولار في التعاملات التجارية بين دول "بريكس" يثير مخاوف الولايات المتحدة، وهو ما تجلى في تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 10% على الدول الأعضاء في حال تم إصدار عملة موحدة داخل التجمع.

وأكدت حنان رمسيس أن الحروب التجارية لا رابح فيها، موضحة أن الصين، على سبيل المثال، أبدت تحفظها على تلك السياسات، حيث ترى أن الجميع سيتضرر في حال تصعيد مثل هذه الحروب.

الصين يقيد العقوبات

أوضحت حنان رمسيس أن الولايات المتحدة رغم فرضها للجمارك والعقوبات، لا تستطيع الاستغناء عن المنتجات الصينية، بسبب الاعتماد الكبير على المعادن النادرة، وتكنولوجيا الطاقة الشمسية، ومكونات الهواتف المحمولة، بالإضافة إلى رقائق الكمبيوتر (الشيبس) التي تتفوق فيها الصين.

وأشارت حنان رمسيس إلى أن محاولة أمريكا تصنيع هذه المنتجات محليًا ستكلفها كثيرًا من الوقت والمال، فضلًا عن تأثير ذلك على معدلات التضخم وسلاسل الإمداد.

نظام مالي بديل لـ"سويفت"

وحول الجهود لتأسيس نظام مالي بديل لنظام "سويفت" الدولي، قالت حنان رمسيس إن هناك بالفعل محاولات لتفعيل أنظمة دفع جديدة، مثل "بريكس باي"، خاصة بعد استغناء روسيا عن "سويفت" في ظل العقوبات المفروضة عليها.

وأشارت حنان رمسيس إلى أن روسيا اعتمدت على التعاون مع دول مثل الإمارات والهند في تنفيذ عمليات الدفع خارج الإطار الأمريكي، ونجحت في تعزيز احتياطياتها من النفط، والقمح، والغاز، رغم الحصار المفروض عليها.

لا إسقاط فوري للدولار

رغم التصريحات المتكررة من قادة "بريكس"، خاصة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن النظام الليبرالي للعولمة قد انتهى، أكدت حنان رمسيس أنه لا توجد مؤشرات قوية على وجود عملة موحدة قريبة للتكتل، ولكن في الوقت نفسه هناك تحول فعلي نحو الأسواق الناشئة وتراجع في قوة الدولار لأول مرة منذ عام 1973.

أكدت حنان رمسيس أن أمريكا تحاول الدفاع عن مكانة الدولار سياسيًا وليس اقتصاديًا، من خلال فرض جمارك على أكثر من 180 دولة، بما فيها الصين، في محاولة لحماية الاقتصاد الأمريكي.

مستقبل "بريكس": فرص وتحديات

وأضافت حنان رمسيس أن فرض الجمارك يؤدي إلى أضرار أكبر على الدول المستوردة منها على الدول المصدّرة، لأن الأخيرة يمكنها إيجاد أسواق بديلة، في حين أن الدول المستوردة، مثل الولايات المتحدة، تعتمد بشكل مباشر على المنتجات الأجنبية.

في ختام حديثها، أوضحت حنان رمسيس أن "بريكس" تملك مقومات هائلة لتغيير الخريطة الاقتصادية العالمية، ولكنها تواجه تحديات تتعلق بالفروقات الاقتصادية بين أعضائها، وتضارب الأجندات، واستمرار النفوذ الأمريكي.

النظام المالي العالمي

ورغم ذلك، فإن الزخم الذي تخلقه البريكس بات يُشكّل ضغطًا متزايدًا على النظام المالي العالمي التقليدي، مما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل موازين القوى الاقتصادية خلال السنوات القادمة.