حنان رمسيس: مجموعة «بريكس» تسير بخطى ثابتة نحو اقتصاد عالمي متعدد الأقطاب

في ضوء التطورات الاقتصادية المتسارعة، سلّطت الدكتورة حنان رمسيس، الخبيرة الاقتصادية، الضوء على تطورات مجموعة "بريكس" وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، وذلك خلال حوارها في برنامج "الخلاصة" المذاع على قناة المحور الفضائية، وقد تناولت رمسيس أبرز ما تحقق منذ انطلاق المجموعة الموسعة في عام 2024 وحتى الآن، إضافة إلى تقييم لموقع مصر داخل هذا التكتل الاقتصادي الصاعد.
تباين اقتصادي داخل بريكس
أوضحت حنان رمسيس أن مجموعة "بريكس" تواجه بعض التحديات الداخلية نتيجة تفاوت القدرات الاقتصادية بين الدول الأعضاء، حيث يضم التكتل دولًا قوية اقتصاديًا مثل الصين والهند وروسيا، إلى جانب دول نامية أو ناشئة مثل إثيوبيا ومصر، مشددًا على أن هذه الفروقات لا تقلل من أهمية الدور التنموي للمجموعة، بل تدفع نحو التكامل بين الدول لتعظيم الاستفادة الجماعية.
وأضافت حنان رمسيس: "بعض الدول تخشى من سيطرة عملة واحدة داخل التكتل، بينما ترى دول أخرى أن البريكس يجب أن يركز على الدور التنموي وليس فقط الجانب الاقتصادي"، وهو ما يعكس اختلاف الرؤى والمصالح داخل المجموعة.
مصر والبريكس.. تبادل تجاري
كشفت حنان رمسيس أن حجم التبادل التجاري بين مصر ودول البريكس بلغ نحو 50.8 مليار دولار في عام 2024، مقارنة بـ42 مليار دولار في 2023، ما يشير إلى زيادة ملحوظة في التعاون الاقتصادي، إلا أنها أوضحت أن نصيب الصادرات المصرية ما زال ضعيفًا، حيث لا تتعدى قيمتها 1.3 مليار دولار، ما يتطلب زيادة التركيز على احتياجات الأسواق داخل التكتل لرفع حصة مصر التصديرية مستقبلاً.
أكدت حنان رمسيس أن تكتل "بريكس" يمثل نحو 40% من القوة الاقتصادية العالمية، ويمتلك مقومات سكانية وطبيعية هائلة، من بينها موارد الطاقة والمياه والغاز، ما يجعله قوة مؤهلة لإعادة ترسيم خريطة الاقتصاد العالمي.
كما أوضحت حنان رمسيس أن القوة الشرائية لمجموعة البريكس تفوق مثيلتها لدى مجموعة السبع الصناعية الكبرى (G7)، وهو ما يفسر التحفظ الأميركي والغربي تجاه تمدد هذا التكتل، خاصة مع الطموحات المتزايدة لإنشاء عملة موحدة تستخدم في التبادل التجاري بين أعضائه.
تهديد للمصالح الأميركية
أشارت حنان رمسيس إلى أن الولايات المتحدة الأميركية أبدت انزعاجًا من الخطوات التي تتخذها البريكس نحو الاستقلال النقدي، لا سيما بعد إعلان نية المجموعة إطلاق عملة خاصة بها. وردًا على ذلك، هددت واشنطن بفرض رسوم جمركية تصل إلى 10% أو أكثر على الدول الأعضاء في التكتل، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقات تحفظ مصالح الجانب الأميركي.
وأوضحت حنان رمسيس أن هذا الصراع يعكس محاولة أميركية للحفاظ على هيمنتها الاقتصادية العالمية، في مقابل سعي البريكس لإعادة التوازن في النظام المالي الدولي.

آفاق مستقبلية .. والتكامل هو الحل
واختتمت حنان رمسيس حديثها بالتأكيد على أن "بريكس" ما زالت في بداية طريق طويل، وأن التكامل والتفاهم بين الدول الأعضاء هو السبيل لتعظيم الفوائد، وتحقيق تنمية شاملة لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل تمتد لتشمل البنية التحتية والتكنولوجيا والتبادل الثقافي والمعرفي.
كما دعت حنان رمسيس إلى ضرورة أن تركز مصر على بناء شراكات استراتيجية داخل التكتل، والعمل على توسيع قاعدة صادراتها وتعزيز حضورها في المشروعات التنموية المشتركة، لضمان دور فاعل ومستدام في مستقبل الاقتصاد العالمي الجديد.