خبير استراتيجي: زيارة الرئيس السيسي إلى الصومال تؤكد أهمية التعاون الإقليمي

قال العميد دكتور طارق العكاري، المتخصص في الشأن الاستراتيجي والاقتصاد العسكري، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة إلى الصومال تمثل رسالة قوية في توقيت بالغ الأهمية، وتعكس عمق التعاون المصري مع دول القارة الإفريقية، لا سيما مع الصومال، التي تُعد أحد أهم عناصر الأمن القومي المصري في منطقة القرن الإفريقي.
موقع الصومال الجغرافي المحوري
وأوضح العكاري، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحياة اليوم"، عبر قناة "الحياة"، مع الإعلامية لبنى عسل أن موقع الصومال الجغرافي المحوري، خاصة شكله الممتد كحرف "L"، يمنحه أهمية استراتيجية كبيرة، مشيرًا إلى أن الجزء العلوي من هذا الامتداد يضم إقليمين يسعيان للانفصال، في ظل محاولات إثيوبية لإبرام اتفاقات مع هذه المناطق، من أجل الحصول على منفذ بحري عبر "صومالي لاند"، الواقعة قرب خليج عدن ومضيق باب المندب، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لوحدة الدولة الصومالية وسيادتها.
التعاون المصري الصومالي يشمل تدريب القوات المسلحة الصومالية
وأكد العكاري أن التعاون المصري الصومالي يشمل تدريب القوات المسلحة الصومالية ورفع كفاءتها، إلى جانب دعم جهود بناء مؤسسات الدولة وتقديم المساعدة التسليحية، بهدف تمكين الحكومة الصومالية من بسط سيادتها وتحقيق الاستقرار الداخلي، لافتًا إلى أن الرئيس السيسي دعا خلال زيارته المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في دعم وحدة الصومال ورفض أي محاولات للتقسيم.
وأشار إلى أن الموقف الأمريكي تجاه قضية "صومالي لاند" يتسم بالتذبذب، مما يُزيد من أهمية الدور المصري في دعم الاستقرار بالمنطقة، مطالبًا بضرورة تقديم دعم دولي أكبر، خاصة في المجالات الاقتصادية والإنسانية، لتسوية الأزمة وتعزيز فرص التنمية في الصومال.
وفي هذا السياق، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن المباحثات مع رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة حسن شيخ محمود شهدت نقاشا معمقا وعددا من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام، وفي مقدمتها الأوضاع الأمنية في القرن الإفريقي وأمن البحر الأحمر.
وأضاف الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الصومالي، نقلته فضائية إكسترا نيوز، أنه توافق مع نظيره الصومالي على استمرار تكثيف التعاون لضمان استقرار هذه المنطقة الحيوية لما لها من تأثير مباشر على الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي.
وتابع: «وناقشنا خلال المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية في ضوء الإعلان السياسي المشترك الموقع في يناير الماضي، ونهدف إلى تطوير العلاقات بين بلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة».
وواصل: «اتفقنا على أهمية البناء على الزخم الراهن، واتخاذ خطوات ملموسة لتعميق التعاون في مجالات محددة تحظى باهتمام مشترك، ولا سيما في الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية، مع التأكيد على مواصلة التشاور والتنسيق في مختلف الملفات ذات الصلة».