الوفد الإسرائيلي يرفض دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة: عرقلة للمفاوضات

كشفت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصادر فلسطينية، أن الوفد الإسرائيلي قد رفض توفير دخول آمن وحر للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مما يُعتبر العقبة الرئيسية في محادثات وقف إطلاق النار الحالية. وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن هذا الرفض يعوق تقدم المفاوضات بشكل كبير ويُعطل جهود الوصول إلى تسوية.
أم فلسطينية تقيم في مخيم نازحين تروي المأساة
في وقت سابق، تقول فاطمة وادي، وهي أم لسبعة أطفال، وتقيم في مخيم نازحين بمدينة دير البلح وسط القطاع: "عشنا كل أهوال الحرب، نزحنا 8 مرات وبعت كل ما أملك لتوفير الحد الأدنى من احتياجات أطفالي".
وتكمل ": "لم نعد نحتمل مزيدًا من الجوع، ولا الحصار الذي يمنع إدخال الدواء والطعام. الوضع في المستشفيات مأساوي، والحصول على العلاج أصبح حلمًا في ظل الضغط الهائل ونقص المستلزمات".
وتطالب وادي بفتح المعابر وإدخال البضائع بشكل منتظم، مشيرة إلى أن الأسعار في الأسواق لا يمكن تحملها، ما يزيد من معاناة العائلات النازحة التي لا تملك الحد الأدنى من المقومات.
خسارات فادحة وقلق من انتكاسة
أما أسامة حمد، الذي فقد منزله في مدينة رفح جنوب القطاع جرّاء القصف الإسرائيلي، فيرى أن "التهدئة المؤقتة لا تُعيد البيوت المهدّمة، لكنها توقف نزيف الدم، وهذا بحد ذاته إنجاز".
ويضيف : "نخشى أن تتكرر تجربة الهدنة السابقة التي أعقبها تجدد للقتال بعد انتهائها. ما نريده هو نهاية شاملة للحرب، تتيح إدخال المساعدات، وتُطلق عملية إعادة الإعمار".
ويؤكد أن الخروج من الأزمة يتطلب حلولًا جذرية، داعيًا "حماس إلى تقديم تنازلات واقعية تمكّن من التوصل إلى بديل مقبول لإدارة شؤون القطاع في مرحلة ما بعد الحرب".
إشكالية اليوم التالي لحرب غزة
وتُصر قوات الاحتلال على أن إنهاء سيطرة حماس على القطاع يعد من الأهداف الجوهرية لحربها الحالية، رافضة أن تكون الحركة جزءًا من أي ترتيبات مستقبلية. في المقابل، تتمسك "حماس" بأن يتم تسليم إدارة غزة لجهة فلسطينية مستقلة يتم التوافق عليها وطنيًا.
وفي ظل استمرار هذا التباين، تبقى آمال سكان القطاع معلقة على قدرة الوسطاء في إحداث اختراق حقيقي يُنهي الحرب التي أنهكتهم، ويضع حدًا للمأساة الإنسانية التي تتعمق يومًا بعد آخر.