عاجل

محمد فايز فرحات: زيارة الرئيس الصومالي لمصر تأتي لتعميق العلاقات | فيديو

الرئيس السيسي ونظيره
الرئيس السيسي ونظيره الصومالي

قال الدكتور محمد فايز فرحات، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، إن زيارة الرئيس الصومالي الأخيرة إلى القاهرة تُعد زيارة مهمة للغاية، وتحمل دلالات استراتيجية تشير إلى تغير حقيقي في سياسة مصر تجاه الصومال، وتعكس في الوقت ذاته رغبة صومالية واضحة في تعزيز الارتباط مع الدائرة العربية، وفي مقدمتها الدولة المصرية.

مصر تمثل حلقة الربط الأساسية

وأكد فرحات خلال مداخلة عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن مصر تمثل حلقة الربط الأساسية بين منطقة القرن الإفريقي والعالم العربي، مشيرًا إلى أن هناك إدراكًا مشتركًا بين القيادتين المصرية والصومالية بطبيعة التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه المنطقة، وخاصة في ظل الترابط الوثيق بين الأمن في منطقة القرن الإفريقي ومحيط البحر الأحمر وبين الأمن القومي المصري.

وأشار إلى أن ما يعطي هذه الزيارة بُعدًا إضافيًا، هو ما ورد في كلمة الرئيس الصومالي بشأن رهانه الكبير على الخبرة المصرية في دعم جهود بناء الدولة الصومالية، خاصة في ملفات إعادة بناء المؤسسات، وتثبيت الاستقرار السياسي، وتطوير البنية التحتية، وهي مجالات أثبتت فيها مصر تميزها خلال السنوات الأخيرة.

العودة القوية للدائرة الإفريقية

وأوضح فرحات أن مصر، منذ عام 2014، عملت بوضوح على العودة القوية للدائرة الإفريقية، بدافع استراتيجي يعكس مصالحها الوطنية، مشيرًا إلى أن القاهرة تمتلك أدوات مؤثرة لتعزيز حضورها داخل القارة، سواء من خلال التعاون الاقتصادي، أو عبر المجالات الفنية والعسكرية والأمنية، التي أصبحت تشكل ضرورة مشتركة في ظل تصاعد التهديدات الإقليمية.

وأكد أن التحديات الأمنية التي تواجهها دول القرن الإفريقي، ومن ضمنها الصومال، تمثل تهديدًا إقليميًا يستوجب تفعيل شراكات قوية ومستدامة، وهو ما تسعى إليه مصر عبر توسيع مجالات التعاون مع الدول الإفريقية والعربية في آنٍ واحد، معتبرًا أن العلاقة بين القاهرة ومقديشو تمثل نموذجًا مهمًا للتكامل العربي الإفريقي.

 

وشدد فرحات على أن مصر لا تنتهج فقط سياسة المساندة والدعم، بل أصبحت قوة بناء واستقرار في القارة الإفريقية، من خلال مشاركتها في بعثات حفظ السلام، وتقديم خبراتها في مجالات حساسة كالأمن، والتعليم، والصحة، والصناعات الدوائية، وهي مجالات تحظى باهتمام متزايد من الدول الإفريقية، وتُعد مجالات تعاون واعدة مع الصومال بشكل خاص.

تأثير التحديات الاقتصادية والإنمائية التي تواجهها الصومال

وأشار أيضًا إلى أن التحديات الاقتصادية والإنمائية التي تواجهها الصومال حالياً تفتح الباب لمزيد من التعاون مع مصر، في ظل القدرات المصرية الكبيرة في مجال تصدير المعرفة، والخبرات التنموية، مؤكدًا أن القاهرة تمتلك القدرة على لعب دور محوري في دعم الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي.

واختتم الدكتور فرحات تصريحاته بالتأكيد على أن زيارة الرئيس الصومالي تمثل نقطة تحول مهمة في مسار العلاقات بين القاهرة ومقديشو، وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي المتبادل، في إطار توجه مصري أوسع نحو تعميق العلاقات مع القارة الإفريقية على أسس من المصالح المشتركة والتنمية المستدامة.

تم نسخ الرابط