تدريب 145 مدير مدرسة بالفيوم على مهارات القيادة والذكاء الاصطناعي في التعليم

اختتمت مديرية التربية والتعليم بمحافظة الفيوم فعاليات البرنامج التدريبي "مدير المستقبل في القرن الواحد والعشرين"، الذي استهدف تدريب 145 مدير مدرسة من مختلف المراحل التعليمية (ابتدائي، إعدادي، ثانوي، رسمي لغات) على مستوى المحافظة، بحضور الدكتور خالد خلف قبيصي، وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، والأستاذ أشرف عبد الجواد، مدير مركز المعلومات والإحصاء، والدكتور إبراهيم خليل، مسؤول التدريب بالمديرية.
بيئة تعليمية آمنة
في بداية فعاليات البرنامج، أكد الدكتور خالد خلف قبيصي أن المدير الناجح يمثل القائد الحقيقي للعمل التربوي، مشددًا على أهمية تحمل المسؤولية والالتزام بالضوابط والمعايير المهنية، وتهيئة بيئة تعليمية آمنة ومنضبطة تليق بأبنائنا الطلاب. وأشار إلى أن نجاح القيادة المدرسية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بروح التعاون والانضباط التي يجب أن يتحلى بها مدير المدرسة في تعامله مع العاملين والطلاب وأولياء الأمور.
وعلى صعيد المحاور التدريبية، تركزت الجلسات على استراتيجيات تطوير القيادة التربوية في ظل متغيرات العصر، مع إيلاء أهمية خاصة لدور الذكاء الاصطناعي (AI) في دعم وتحسين أداء القيادات التعليمية. حيث أوضح الأستاذ أشرف عبد الجواد أن الذكاء الاصطناعي يشكل رافعة قوية لتطوير منظومة التعليم، وذلك عبر عدة محاور أساسية تشمل:
تعزيز التخصيص في التعليم: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تصميم مسارات تعليمية مخصصة تراعي الفروق الفردية بين الطلاب، مما يسهم في تحسين نواتج التعلم وتقليل الفجوات الأكاديمية.
تحسين كفاءة العمليات الإدارية: من خلال أتمتة المهام الروتينية مثل إعداد الجداول وإدارة الملفات وتحليل الأداء، مما يتيح للقيادات التعليمية التركيز على التخطيط الاستراتيجي والتطوير المهني.
دعم اتخاذ القرارات المبنية على البيانات: عبر توفير تحليلات دقيقة وواقعية لأداء المؤسسات التعليمية، ما يعزز من دقة القرارات ويحقق استجابة أسرع وفعالة.
تطوير مهارات المستقبل للطلاب: مثل التفكير النقدي وحل المشكلات والتعلم الذاتي، وهي مهارات ضرورية لمواكبة متطلبات سوق العمل المستقبلية.
تعزيز التفاعل والمشاركة: من خلال تطبيقات تعليمية ذكية ومنصات تفاعلية تحفز الطلاب وتدعم المشاركة النشطة داخل الفصول الدراسية.
دعم الاستدامة وتقليل التكاليف: عبر التحول الرقمي وتقليل الاعتماد على الموارد الورقية، بالإضافة إلى توسيع نطاق التعليم عن بُعد بما يتوافق مع رؤية التعليم المستدام.
الاستفادة من الأدوات الذكية
كما أشار عبد الجواد إلى أهمية الاستفادة من الأدوات الذكية مثل المساعدات التعليمية والمنصات التفاعلية لتعزيز تجربة التعلم وتقليل الاعتماد على الوسائل التقليدية.
من جانبه، تناول الدكتور إبراهيم خليل خلال البرنامج مواقف قيادية واقعية لمديري المدارس، مستعرضًا كيفية التعامل مع المشكلات اليومية والمواقف الطارئة التي تواجه الإدارة المدرسية، مؤكدًا على ضرورة تبني أساليب القيادة الواعية والمستنيرة لتحقيق بيئة مدرسية متطورة ومنضبطة.
وشهد البرنامج حضورًا لافتًا من قيادات التعليم في المحافظة، الذين عبروا عن تقديرهم للجهود المبذولة لتطوير مهارات المديرين وتزويدهم بالأدوات والمهارات اللازمة لمواكبة تحديات القرن الحادي والعشرين.
يأتي هذا البرنامج التدريبي في إطار خطة وزارة التربية والتعليم للارتقاء بمستوى الإدارة التعليمية، وتعزيز كفاءة القيادات المدرسية، انسجامًا مع أهداف رؤية مصر 2030 للتعليم، وحرصًا على دمج التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تطوير المنظومة التعليمية لتحقيق تعليم نوعي مستدام يلبي طموحات الطلاب والمجتمع.