عبدالله رشدي: لا دليل على أن يزيد بن معاوية أمر بقتل الحسين

علق الداعية الإسلامي عبد الله رشدي على الجدل المتجدد حول يزيد بن معاوية، مؤكدًا أنه لا توجد أدلة صحيحة تثبت أن يزيد أمر بقتل الإمام الحسين رضي الله عنه، وذاكراً في الوقت نفسه أن يزيد لم يكن صحابياً، وأنه ارتكب أخطاء جسيمة.
وجاء ذلك في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع "إكس"، قائلاً: "لا يثبتُ أن يزيد أمر بقتال الحسين، أمر يزيد واليَه ألا يقاتل إلا من قاتلوه، خالف الوالي كلام يزيد وظلمَ الحسين رضي الله عنه، لما علم يزيد بذلك لعن الوالي وسبَّه".
وأضاف: "أقام أبناء الحسين وآل بيته عند يزيد شهرا بالشام يُكرمُهم ولا يأكل الطعام حتى يحضرَ معه عليٌّ زينُ العابدين، أمر يزيد بردِّ كلِّ ما انتهبَه عسكرُ العراق من آل البيتِ أضعافاً، بكى أهل بيت يزيد مع آل الحسين في دار الخلافةِ على الحسينِ ثلاثة أيام، جهَّزَ يزيد موكبا أموياً لتوديع آل البيت عند خروجهم من الشام نحو المدينة، كانت علاقة يزيد بعبدالله بن جعفر بن أبي طالب حسنةً وكان يغدقُ له العطاء".
وتحدث عن ثورة أهل المدينة على يزيد: "لم يشارك آل البيت في ثورة أهل المدينة على يزيد، دعا ثُوَّارُ المدينةِ محمد بن الحنفية -وهو أخو الحسين- ليثور معهم وقالوا له إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة، فقال لهم لقد جالستُه فوجدتُه مصلياً يتحرى السُّنَّة، فهاتوا شهودكم على دعواكم، خلع أهل المدينة يزيد، فحذرهم عبدالله بن عمر من ذلك ونهاهم عنه وأغلظ لهم وذكَّرَهم بحرمةِ نزعِ اليدِ من الطاعة، أباح يزيد لجيشه ورجاله أن يُثخنوا القتل في أهل المدينة، مات يزيد بعد ذلك وجيشه يُحاصرُ مكة".
واختتم حديثه قائلاً: "ليس يزيد صحابيا حتى يجبَ حبُّه، ولم يأمر بقتل الحسين حتى يحملَ تَبِعتَه، ولم يحاسب القتلةَ مراعاة لظروفٍ سياسية وكان الواجبُ عليه عزلَهم وحسابَهم، وأسرف في قتل أهل المدينة بما لا يحل له، ولا يثبتُ من روايةٍ واحدةٍ متصلةِ السند صحيحةٍ أنه كان سكيراً تاركَ صلاةٍ، فخلاصة القول فيه أنه ملك من ملوك الإسلامِ فيه طغيان وفيه خيرٌ، فلا نحبه ولا نكَفِّرُه ونسبُّه، بل ننقل ما صحَّ في التاريخِ متجردين لله غير مدفوعينَ بهذه الدوافعِ الطائفية التي بدأتْ تتخلَّلُ بين أهل السُّنَّةِ".