غمرت المياه منازلنا وتمسكنا بالحياة بشجرة.. شهادات مرعبة من قلب فيضانات تكساس

بينما يواصل المسؤولون الأمريكيون تأكيد أعداد الضحايا والبحث عن المفقودين عقب الفيضانات العنيفة التي ضربت ولاية تكساس، بدأت تتكشف قصص مأساوية لعائلات عاشت لحظات رعب خلال عطلة نهاية أسبوع غارقة بالحزن.
وحتى الآن، أودت الفيضانات بحياة ما لا يقل عن 50 شخصًا، فيما لا يزال البحث جاريًا عن 27 فتاة فُقدن من مخيم صيفي على ضفاف نهر في شمال سان أنطونيو، وتعد مقاطعة كير الأكثر تضررًا.
ونيم كيد، رئيس قسم إدارة الطوارئ في تكساس، أقر في وقت سابق بتضاؤل فرص العثور على ناجين مع مرور الوقت، بينما أصدر حاكم الولاية، جريج أبوت، تعليماته لفرق الإنقاذ بافتراض أن المفقودين ما زالوا على قيد الحياة، مؤكدًا في بيان رسمي: "حتى مع اجتياح مياه الفيضانات، سارع الجيران إلى الإنقاذ والمواساة وبث الأمل".

قصص النجاة وسط الفوضى
ونقلت شبكة "فوكس نيوز" شهادات مؤلمة لعدد من السكان الذين واجهوا الموت وجهاً لوجه، جوليان رايان (27 عامًا)، من مدينة إنجرام، روى كيف حاصرتهم المياه داخل المنزل، فاضطر إلى كسر نافذة لإخراج خطيبته كريستينا ويلسون، وأطفاله، ووالدته، بينما تسبب الزجاج في قطع شريان بذراعه وإصابته بجروح خطيرة.
أما إيرين بيرجس، المقيمة أيضًا في إنجرام، فقالت لقناة "فوكس 29 سان أنطونيو" إنها مدينة بحياتها لابنها البالغ من العمر 19 عامًا، الذي ساعد العائلة على التمسك بشجرة لمدة ساعة كاملة بعدما اجتاحت المياه منزلهم خلال دقائق معدودة، وأضافت: "الشيء الوحيد الذي أنقذني هو تمسكي به".
في المقابل، لا تزال المأساة مستمرة لعائلات أخرى، والدة الطفلة جريتا تورانزو، التي فقدت في مخيم ميستيك، قالت لقناة "فوكس نيوز" إنها لم تتلق أي خبر عن ابنتها منذ ظهر السبت، رغم جهود البحث المستمرة.
نداءات والأهالي تصرخ
في ظل تصاعد عدد الضحايا، نشر الأهالي صور أحبائهم المفقودين عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، في محاولة يائسة للعثور عليهم، وفي خطوة رمزية، أعلن حاكم تكساس أن يوم الأحد سيكون "يوم صلاة"، داعيًا السكان إلى التضرع من أجل الضحايا والمفقودين وتعافي المجتمع، مؤكدًا أن سكان تكساس يُعرفون بإيمانهم وصمودهم في الأزمات.
من المسؤول عن الإهمال؟
وقد أعاد الفيضان الأخير إلى الواجهة انتقادات توجه إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن قراراتها بتقليص ميزانيات ووظائف هيئات حكومية، أبرزها هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، منذ بدء ولايته الثانية في يناير.
وكانت أكثر من 750 فتاة تشارك في مخيم صيفي على ضفاف النهر، احتفالًا بعيد الاستقلال، عندما ضربت الأمطار الكارثية المنطقة، ولا تزال 23 فتاة منهن مفقودات حتى الآن، بينما تتواصل عمليات البحث وسط تضاؤل الأمل.