تحذير طبي من علاج وهمي: حقن البلازما للمبيض ليس علاجًا للعقم.. خاص

روت سيدة قصتها المؤثرة خلال زيارة طبية، حيث أكدت أنها لم تُرزق بأطفال رغم سنوات من المحاولة، وتُظهر التحاليل والأشعة التلفزيونية انخفاضًا شديدًا في مخزون المبيض، وهو ما يجعل فرص الحمل شبه مستحيلة وفقًا للتقديرات الطبية. في مثل هذه الحالات، يُعرض الحقن المجهري كخيار أخير، لكن بنسب نجاح ضئيلة جدًا يصعب معها التبشير بأي نتيجة مؤكدة.
تحذير من استغلال الحلم بالإنجاب في تحقيق أرباح طائلة
أحد الأطباء المختصين في مجال النساء والتوليد وجه نداءً إنسانيًا ومهنيًا محذرًا من محاولات استغلال المرضى في حالات مماثلة، مشيرًا إلى أن بعض الأطباء يلجؤون إلى إجراءات مكلفة وغير مثبتة علميًا، فقط لتحقيق أرباح مالية، دون مراعاة للضوابط الأخلاقية أو الطبية.
اتهام مباشر لطبيب من القاهرة يتردد على سوهاج
اتهم الطبيب زميلًا آخر، وصفه بـ"المحتال"، بالقدوم من القاهرة إلى محافظة سوهاج وجمع عشرات الحالات في كل زيارة، حيث يتم إقناع النساء بإجراء منظار وحقن بلازما في المبيض، ثم يتم نقلهن جماعيًا إلى مركز خاص في المقطم، وبحسب روايته، فإن كل حالة تُجبر على دفع ما بين 60 إلى 70 ألف جنيه مقابل إجراءات لا تتوافق مع أي دليل طبي أو إرشادات دولية موثوقة.
تحذير من استخدام بلا أساس علمي
وفي هذا السياق، أكد الدكتور حسام الشنوفي، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب بجامعة القاهرة، خلال حديثه مع «نيوز رووم»، أن ما يُشاع حول استخدام حقن البلازما في المبيض لعلاج ضعف مخزون البويضات، هو أمر خاطئ تمامًا من الناحية العلمية، موضحًا أن هذه الطريقة لم تثبت فعاليتها بأي دليل علمي موثق، ولا يُنصح باستخدامها مطلقًا في الممارسات الطبية.
استغلال حاجة المرضى لتحقيق أرباح
وقال الدكتور الشنوفي إن بعض الأطباء قد يروجون لهذا الإجراء المضلل بدافع مادي، مستغلين رغبة بعض السيدات في الإنجاب، ويدفعونهن لتجربة "علاج" لم تثبت فعاليته.
وأضاف: "يؤسفني القول إن بعض الأطباء يستخدمون هذا كوسيلة ربح، رغم أنه لا يستند إلى أي مرجعية علمية أو طبية معتمدة، ويُعرض على المريض مقابل مادي مغرٍ فقط".
ضعف المخزون.. لا علاج له حتى الآن
وشدد الدكتور الشنوفي على أن ضعف مخزون المبيض لا يوجد له علاج فعال حتى الآن، مضيفًا: "حتى في حالات اللجوء إلى الحقن المجهري، فإن نسبة النجاح تكون ضعيفة جدًا إذا لم يتوفر مخزون بويضات كافٍ، أو كانت جودة البويضات منخفضة، وبالتالي تكون فرصة الحمل شبه معدومة".
لا يوجد ما يُسمى "علاج مضمون" لضعف المخزون
وأضاف: "من الخطأ أن نُوهم المرضى بوجود علاج مضمون لضعف المخزون. لا توجد وسيلة طبية حتى اللحظة تستطيع أن تُعيد إنتاج البويضات أو تُحسن من المخزون بشكل حقيقي، وكل ما يُقال في هذا الإطار هو اجتهادات غير مثبتة علميًا".
الحمل.. رزق إلهي وليس فقط تدخل طبي
وتابع الشنوفي: "في النهاية، نحن كأطباء نُجري ما نستطيع، لكن الحمل في مثل هذه الحالات هو أمر مرتبط بمشيئة الله عز وجل. هناك حالات لا تُنجب رغم كل الوسائل، وأخرى تُرزق بالحمل دون توقع، لذا من المهم أن نكون صادقين مع المرضى، لا نُضللهم، ولا نبيع لهم الوهم".
كل حالة تختلف عن الأخرى
واختتم حديثه بالتأكيد على أن كل حالة تُدرس بشكل منفصل، فبعض الحالات لا تمتلك أي فرصة حقيقية مع الحقن المجهري، وأخرى قد تكون لها فرصة ضعيفة جدًا، بينما بعض الحالات الأخرى تكون فرص نجاحها أفضل.
وأكد أن الحل يكمن في الشفافية مع المريضة، وتوضيح حقيقة حالتها بصدق، دون استغلال لحاجتها أو مشاعرها.