هل حرائق لوس أنجلوس من علامات الساعة؟... تفسير القرطبي لـ"إعصار فيه نار"
مشاهد لا يتصورها عاقل أن تحدث جراء حرائق لوس أنجلوس الأمريكية المستمرة منذ عدة أيام، ومع استدعاء الصورة الذهنية وربطها بالآيات الواردة في سورة البقرة حول إعصار فيه نار، تحدث الكثيرون عن عقاب رباني خاصة بالتزامن مع اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
إعصار فيه نار وحرائق لوس أنجلوس
تهديد ترامب بتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم جعل الكثيرون ممن يتداولون الصور وإن قيل في بعضها تضخيم وتأثير برامج الذكاء الاصطناعي، إلا أن ما يدفعنا للتساؤل هل حديث إعصار فيه نار الوارد في القرآن هو ما تشهده مدينة لوس أنجلوس وهو عقاب رباني؟
تشير تقديرات أولية إلى أن ما حدث في أمريكا وبالتحديد حرائق لوس انجلوس تجاوزت خسائرها 60 مليار دولار خسائر، إلى جانب فقدان مشاهير هوليود لممتلكاتهم، لكن ما يعنينا ما هو إعصار النار وكيف تحدث القرآن عنه.
ما معنى فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت؟
جاء ذكر إعصار فيه نار في قوله تعالى بسورة البقرة الآية 266 : {أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون}،
ذكر القرطبي في تفسيره قوله تعالى : أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون.
هل حرائق لوس أنجلوس من علامات الساعة؟
وفيما يتعلق بالربط بين حرائق لوس أنجلوس وعلامات الساعة روي عن ابن عباس أيضا قال : هذا مثل ضربه الله للمرائين بالأعمال يبطلها يوم القيامة أحوج ما كان إليها، كمثل رجل كانت له جنة وله أطفال لا ينفعونه فكبر وأصاب الجنة إعصار أي ريح عاصف فيه نار فاحترقت ففقدها أحوج ما كان إليها . وحكي عن ابن زيد أنه قرأ قول الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى الآية ، قال : ثم ضرب في ذلك مثلا فقال : أيود أحدكم الآية.
قوله تعالى : فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت قال الحسن : إعصار فيه نار ريح فيها برد شديد. الزجاج : الإعصار في اللغة الريح الشديدة التي تهب من الأرض إلى السماء كالعمود ، وهي التي يقال لها : الزوبعة . قال الجوهري : الزوبعة رئيس من رؤساء الجن ، ومنه سمي الإعصار زوبعة . ويقال : أم زوبعة ، وهي ريح تثير الغبار وترتفع إلى السماء كأنها عمود .
وقيل : الإعصار ريح تثير سحابا ذا رعد وبرق . المهدوي : قيل لها إعصار لأنها تلتف كالثوب إذا عصر . ابن عطية : وهذا ضعيف .
وفي قوله تعالى: «كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون» يريد كي ترجعوا إلى عظمتي وربوبيتي ولا تتخذوا من دوني أولياء. وقال ابن عباس أيضا: تتفكرون في زوال الدنيا وفنائها وإقبال الآخرة وبقائها.
