كيف تهدئ طفلك الغاضب في 5 خطوات دون اللجوء للعقاب البدني؟

في ظل الضغوط اليومية والتغيرات السريعة التي يشهدها نمط الحياة، يزداد عدد الأطفال الذين يُظهرون سلوكًا عصبيًا أو عنيفًا في عمر مبكر، خاصة في عمر الخامسة، ورغم أن هذه السلوكيات قد تكون جزءًا من النمو الطبيعي، إلا أن بعض الآباء يجدون صعوبة في التعامل معها دون اللجوء إلى العقاب البدني.
لكن بحسب تقرير جديد نشره موقع Dr. Roseann المتخصص في علم نفس الأطفال بتاريخ 6 يوليو 2025، يؤكد أخصائيون أن استخدام العقاب الجسدي لا يُعلّم الطفل الانضباط بقدر ما يُشعره بالخوف أو العار، مما يؤدي إلى نتائج عكسية. ويوضح التقرير أن هناك بدائل تربوية فعّالة تساعد الأهل في تهدئة الطفل وتوجيه سلوكه بشكل إيجابي.
علامات العصبية عند الطفل في عمر الخامسة
قبل البحث عن حلول، من المهم أولًا التعرف على العلامات التي تشير إلى أن الأطفال الذي يعانون من نوبات عصبية غير اعتيادية:
- صراخ مستمر أو بكاء مفاجئ عند الرفض.
- رفض تنفيذ الأوامر أو تعليمات بسيطة.
- استخدام العنف الجسدي مثل الضرب أو الدفع.
- العناد المستمر حتى في الأمور البسيطة.
- نوبات غضب مفاجئة لأسباب غير واضحة.
وفقًا لخبراء بموقع Verywell Family, فإن هذه السلوكيات لا تعني دائمًا وجود اضطراب نفسي، لكنها قد تكون نتيجة للإرهاق، الجوع، التوتر العائلي، أو حتى الشعور بعدم الأمان.
د. روزان كابانا: لا تضربوا أطفالكم.. استخدموا هذه الأدوات
الدكتورة "روزان كابانا"، وهي معالجة نفسية مرخصة ومؤسسة مركز “Global Institute of Children’s Mental Health”، أكدت في حديث لها لموقعها الرسمي أن العقاب البدني لا يؤدي إلا إلى مزيد من العصبية والانطواء.

وقالت: "الطفل العصبي يحتاج إلى شخص بالغ يستطيع أن يفهم مشاعره، لا شخص يُعاقبه على هذه المشاعر".
وأضافت: "بدلًا من الضرب أو الصراخ، استخدموا ما يسمى بـ Time-In، وهي لحظة هدوء يشارك فيها الأهل مع الطفل لمساعدته على تهدئة نفسه وليس عزله".
7 خطوات فعّالة للتعامل مع الطفل العصبي
اسمح له بالتعبير عن مشاعره: التعبير عن المشاعر، حتى لو كانت سلبية، أمر صحي، ساعد طفلك في تسمية ما يشعر به: "أنت غاضب لأننا لم نذهب إلى الحديقة، أليس كذلك؟"
وفر له ركنًا للهدوء وليس للعقاب: أنشئ مكانًا مخصصًا في البيت للتهدئة، به وسادة أو لعبة مفضلة أو كتاب صور، الفكرة ليست في عزله بل تهدئته عاطفيًا.

اجعل روتينه اليومي واضحًا: عدم التنبؤ باليوم قد يزيد التوتر لدى الطفل، لذا ينصح الأطباء بوضع جدول بسيط يومي للأنشطة، النوم، واللعب.
استخدم القصص والأمثلة: استخدم قصص الأطفال لتعليم التحكم في الغضب، الكتب المصورة تُعد وسيلة فعالة لتوصيل الرسائل بطريقة غير مباشرة.
تجنّب التهديد وابدأ بالخيارات: بدلًا من “لو ضربت هتتحرم من التابلت”، استخدم: “تحب تحكيلي ليه زعلان؟ ولا نرسم مع بعض؟”.
كُن قدوة في السلوك: إذا كنت تتعامل بعصبية أمام الطفل، فلن يتعلّم الهدوء، لا تتحدث بصوت عالٍ، واظهر له كيف تتعامل مع التوتر بهدوء.
عزّز السلوك الإيجابي: عندما يُظهر الطفل سلوكًا جيدًا، امدحه فورًا: "أنا فخور بيك لأنك قلت إنك زعلان بدل ما تضرب أخوك."
ماذا يقول العلم؟.. آثار العقاب البدني على نفسية الطفل
أثبتت دراسة حديثة نشرها موقع ScienceDirect في 2025 أن الأطفال الذين تعرضوا للعقاب البدني كانوا أكثر عرضة للقلق والاكتئاب في عمر المراهقة، مقارنة بأقرانهم الذين تربّوا باستخدام أساليب إيجابية.
كما تشير الدراسة إلى أن العقاب الجسدي لا يعلّم الطفل لماذا سلوكه خطأ، بل يدفعه إلى إخفاء مشاعره الحقيقية وتجنّب البالغين بدافع الخوف.
كيف يمكن للأهل تدريب أنفسهم على ضبط ردود الفعل؟
التحكم في الذات يبدأ من الأهل، يُوصي الأخصائيون بالتالي:

- تخصيص وقت يومي للراحة والتأمل أو الصلاة.
- طلب الدعم من شريك الحياة أو الأصدقاء عند الشعور بالإرهاق.
- قراءة كتب أو الاستماع لبودكاست عن التربية الإيجابية.
- الانضمام إلى مجموعات دعم تربوي على الإنترنت.
كيف تنشئ طفلك العصبي ليكون شخصًا متزنًا؟
التربية ليست في العقاب، بل في التوجيه، الطفل العصبي لا يحتاج إلى ضربة ليتعلم، بل إلى من يستمع له ويفهمه.
كن دائمًا مصدر الأمان لا مصدر الخوف، قد يخطئ طفلك اليوم، لكنه سيتعلم غدًا بفضل أسلوبك الهادئ والواعي.
إذا بدأت بتغيير بسيط اليوم، فسترى الفرق غدًا.. والطفل العصبي الذي كان يصرخ في كل موقف، سيتحول إلى طفل يفكر، يشعر، ويتحدث.. لأنه وجد من يمنحه الحب لا العقوبة.