خبير شؤون دولية: روسيا تستغل انشغال العالم بغزة لتكثيف ضرباتها ضد أوكرانيا

أكد الدكتور هاني الجمل، الخبير في الشؤون الدولية ورئيس وحدة الدراسات الاوروبية والاستراتيجية بمركز العرب، أن الهجمات الروسية المكثفة على أوكرانيا، والتي وقعت فجر اليوم الأحد ويوم الجمعة الماضية، تأتي في سياق استغلال موسكو للانشغال العالمي بالأوضاع المتوترة في قطاع غزة وغيرها من القضايا الدولية، لتعزيز موقفها في الملف الأوكراني.
وأشار الجمل في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، إلى أن روسيا تحاول الاستفادة من حالة الفتور في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن دعم أوكرانيا، خاصة بعد مطالبة واشنطن لحلفائها الأوروبيين بزيادة الإنفاق العسكري إلى ما يعادل 5% من مخصصات التنمية المستدامة.
وأوضح خبير الشؤون الدولية ، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى من خلال هذه الضربات إلى فرض واقع ميداني جديد، يمكن موسكو من التفاوض من موقع قوة، مشيرًا إلى أن هذه الضربات تركزت بشكل فعال وحققت نتائج ملموسة على الأرض، كما ألحقت خسائر نسبية بالقوات الأوكرانية.
ورأى الجمل أن روسيا منفتحة على فكرة وقف العمليات العسكرية، ولكن بشروطها، وهي شروط ترفضها أوروبا حتى الآن، ما يُبقي الصراع مفتوحًا، خاصة في ظل غياب رؤية أمريكية واضحة لإنهاء الحرب.
وتابع: "الجانب الأوروبي لا يزال يحاول دعم أوكرانيا عبر إمدادها بأنواع مختلفة من الأسلحة، في محاولة لإطالة أمد الحرب واستنزاف روسيا، فيما تحاول كييف البحث عن بدائل سياسية في ظل انتهاء الولاية الرسمية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعدم تجديد البرلمان المنتخب لشرعيته حتى الآن".
وختم الجمل بأن الصراع مستمر، وأن التوازن الحالي في المشهد ينبئ باستمرار حالة الاستنزاف المتبادلة بين الأطراف، في ظل غياب توافق دولي حاسم بشأن نهاية الصراع.
وكانت روسيا قد شنت، يوم الجمعة وفجر اليوم الأحد ، أكبر هجوم بالمسيرات على جارتها أوكرانيا. بحسب ما أفاد تقرير لوكالة رويترز للأنباء.
وقال مسؤولون إن روسيا شنت أكبر هجوم بطائرات مسيرة على كييف منذ بدء الحرب مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 23 على الأقل وإلحاق أضرار بمبان في أنحاء العاصمة الأوكرانية، وذلك بعد ساعات من اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.