متى تجب الصلاة على المرأة بعد الطهر من الحيض؟ الإفتاء توضح

في واحدة من أكثر المسائل الفقهية التي تتكرر بين النساء ، ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية : هل يجب على المرأة أداء الصلاة إذا طهرت من الحيض قبل خروج وقت الصلاة الحاضرة ؟ وفي هذا السياق أكدت دار الإفتاء أن المرأة إذا طهرت من الحيض وكان الوقت المتبقي من الصلاة يكفي فقط لأداء الغُسل الشرعي وتكبيرة الإحرام، فإنها تصبح مُطالبة شرعًا بأداء هذه الصلاة فورًا، ولا يجوز تأجيلها أو تركها.
أما إذا لم يكن الوقت المتبقي كافيًا حتى لأداء الغسل وتكبيرة الإحرام، فلا تُكلف بأداء الصلاة، وتسقط عنها ولا إثم عليها، لأنها لم تُدرك وقت الصلاة وهي في حالة طهارة.
ما هو الحد الأدنى الذي تُكلف به المرأة؟
لكي تكون الصلاة واجبة، لا بد من توفر وقت كافٍ بعد الطهر لـ:
• الغُسل من الحيض.
• تكبيرة الإحرام والدخول في الصلاة.
إذا توفر هذا الحد الأدنى، وجب عليها أداء الصلاة، وإن لم يتوفر، فلا تُطالب بها.
أمثلة توضيحية:
• الحالة الأولى: إذا طهرت المرأة من الحيض قبل أذان المغرب بثلاث دقائق، وكان هذا الوقت يكفي للغسل وتكبيرة الإحرام، فعليها أداء صلاة العصر لأنها أدركت وقتها طاهرة.
• الحالة الثانية: أما إذا طهرت قبل الأذان بدقيقة واحدة فقط، ولم تتمكن من الاغتسال والدخول في الصلاة، فلا تجب عليها، لأنها لم تُدرك الصلاة وهي على طهارة.
• الحالة الثالثة: إن فات وقت الصلاة بعد الطهر ولم يكن كافيًا لأداء الغُسل وتكبيرة الإحرام، فلا يجب على المرأة قضاء هذه الصلاة، ولا إثم عليها، لأنها لم تكن مكلّفة بها أصلًا
ما يحرم على الحائض فعله؟
1. الصلاة
الحكم: لا تجوز الصلاة (الفرض أو النافلة) أثناء الحيض، ولا يجب قضاؤها بعد الطهر.
الدليل:
• عن النبي ﷺ قال:
“أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟”
– رواه البخاري ومسلم
• إجماع العلماء: اتفق العلماء على حرمة الصلاة أثناء الحيض، ولا خلاف في هذا.
2. الصيام
الحكم: لا يصح صيام المرأة أثناء الحيض، ويجب عليها القضاء بعد الطهر.
الدليل:
• حديث عائشة رضي الله عنها:
“كنا نحيض على عهد رسول الله ﷺ، فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة.”
– رواه مسلم
3. الطواف بالكعبة
الحكم: لا يجوز للحائض الطواف بالكعبة.
الدليل:
• قال النبي ﷺ لعائشة رضي الله عنها عندما حاضت في الحج:
“افعلي ما يفعل الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري.”
– رواه البخاري ومسلم
4. مسّ المصحف
الحكم: يُحرم على الحائض مس المصحف مباشرة.
الدليل:
• قوله تعالى:
“لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ”
[سورة الواقعة: 79]
– استدل بها العلماء على أن غير المتطهر لا يمس المصحف.
• وورد في كتاب النبي ﷺ إلى عمرو بن حزم:
“أن لا يمس القرآن إلا طاهر.”
– رواه مالك في “الموطأ” وغيره
ملاحظة: بعض الفقهاء أجازوا قراءة القرآن من غير مسّه، كأن تقرأ من هاتف أو من حفظها، إذا وُجدت الحاجة.
5. دخول المسجد أو المكث فيه
الحكم: لا يجوز للحائض المكوث في المسجد، ويجوز لها المرور عند الحاجة فقط.
الدليل:
• قوله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى… وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ”
[سورة النساء: 43]
– قياس الحائض على الجنب في حكم دخول المسجد، لأن كليهما في حالة حدث أكبر.
6. الجماع
الحكم: يحرم جماع الزوجة أثناء الحيض.
الدليل:
• قوله تعالى:
“وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ”
[سورة البقرة: 222]
• حديث النبي ﷺ:
“اصنعوا كل شيء إلا النكاح.”
– رواه مسلم
7. الطلاق أثناء الحيض
الحكم: يحرم تطليق الزوجة أثناء الحيض.
الدليل:
• عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه طلّق امرأته وهي حائض،
فغضب النبي ﷺ وقال له:
“مره فليراجعها، ثم ليمسكها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد، وإن شاء طلق.”
– رواه البخاري
8. الاعتكاف في المسجد
الحكم: لا يجوز للحائض الاعتكاف في المسجد.
الدليل:
• لأن الاعتكاف يشترط المكث في المسجد، وهو محرم على الحائض كما سبق.
• ولقوله تعالى:
“وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ”
[سورة البقرة: 187]
– دلّ على أن المعتكف لا يكون إلا في المسجد، والحائض ممنوعة من ذلك