محمد أبو داود: كل شخصية درامية تبدأ من الملابس .. والإخراج علّمني التحليل

تحدث محمد أبو داود، عن أعماله الأخيرة، وسرّ قدرته على تقديم أكثر من شخصية في وقت واحد دون أن يفقد التركيز أو الحضور، إذ قدم على الشاشة الصغيرة في الموسم الرمضاني الماضي، ثلاث أعمال درامية هي "عقبال عندكم"، و"عايشة دور"، بالإضافة إلى "فات الميعاد" الذي ما زال يُعرض حتى الآن.
التقمص من المظهر الخارجي
كشف محمد أبو داود ،خلال حواره مع برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على قناة CBC، سر الفصل بين الشخصيات المتعددة التي يُجسدها، قائلًا: "بمجرد أن أرتدي ملابس الشخصية، تبدأ ملامحها في الظهور داخليًا وخارجيًا ،حتى تسريحة الشعر تختلف من دور لآخر، وهذا وحده يكفي ليدفعني إلى التحول الكامل".
وأشارأبو داود، إلى أن شخصية الأب العصامي في مسلسل "فات الميعاد" كانت مثالًا على هذا، حيث ساعدته البدلة القديمة الأنيقة، وتسريحة الشعر المحافظة، على تجسيد الشخصية بشكل طبيعي، حتى قبل أن ينطق أول جملة حوارية.
بين الإجهاد والشغف
تحدث محمد أبو داود عن تجربته الطويلة مع أداء أدوار متعددة في اليوم الواحد، قائلاً: "كنت أعمل أحيانًا في أكثر من مسلسل خلال اليوم ذاته، أخرج من تصوير أحد الأعمال، وأتوجه فورًا إلى عمل آخر، ثم أعود لاستكمال مشاهد الأول، وكان ذلك مرهقًا، لكنه ممتع أيضًا".
وأوضح محمد أبو داود أن قدرته على الفصل بين الشخصيات تأتي من تحليله المسبق لكل شخصية على حدة، إذ يضع في ذهنه الأبعاد النفسية والاجتماعية والتفاصيل الدقيقة لكل دور، وهو ما يُمكّنه من العودة فورًا إلى ملامح كل شخصية حين يحتاجها.
الإخراج فهم الشخصية
لم يخفِ محمد أبو داود تأثير خلفيته كمخرج على أدائه التمثيلي، حيث قال: "عملي كمخرج ساعدني كثيرًا في فهم الشخصية من الداخل، حين أتناقش مع ممثل حول الدور، أفكر كمن يُحلل الشخصية، أطرح الأسئلة: لماذا يفعل كذا؟ وما الذي يدفعه لهذا السلوك؟"
وأكد محمد أبو داود أن هذا المنهج ساعده ليس فقط في بناء شخصياته كممثل، بل أيضًا في توجيه زملائه الممثلين خلال عمله كمخرج.
المدرسة الكلاسيكية في الأداء
استشهد محمد أبو داود بموقف لصديقه الراحل نبيل الحلفاوي، الذي كان يرفض العمل في أكثر من مسلسل في الوقت ذاته، مفضلًا التركيز على شخصية واحدة لإتقانها، قائًلا: "كنت أحاول إقناعه بتعدد الأدوار، لكنه كان يؤمن بأن كل شخصية تحتاج تفرغًا كاملاً، خاصة عند تجسيده شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في مسلسل (أوراق مصرية)، حيث كان يُصر على الحفاظ على الصبغة السوداء لشعره، تعبيرًا عن التزامه بالشخصية."
اختتم محمد أبو داود حديثه بالتأكيد على أن التمثيل ليس مجرد حرفة بل حالة شعورية كاملة، تبدأ من فهم النص، وتنتهي في عين المشاهد، موضحًا أن احترامه للجمهور يجعله يحرص على أن يكون مقنعًا منذ اللحظة الأولى التي يظهر فيها على الشاشة، مضيفًا: "المشاهد لا ينتظر أن يرى الأداء، بل أن يصدقك قبل أن تتحدث، وهذا هو جوهر الفن الحقيقي."

جوهر الفن الحقيقي
بهذا الحوار الصريح والمُفعم بالتفاصيل الفنية، كشف الفنان محمد أبو داود عن كواليس مهنة الممثل والمخرج، والجهد المبذول لصناعة شخصية تعيش في ذاكرة الجمهور، مؤكدًا أن التمثيل الجيد يبدأ من الشغف والصدق والتفاني.