فى ذكرى تحرير سيناء 2025.. ما هو دور المرأة السيناوية فى التطوير؟

في مثل هذا الوقت من كل عام، يحتفل المصريون بذكرى تحرير سيناء، تلك الأرض الطيبة التي شهدت العديد من التضحيات والبطولات. ومع هذا الاحتفال، نجد أن المرأة السيناوية قد لعبت دورًا محوريًا في مسيرة التنمية والتطوير التي شهدتها المنطقة بعد التحرير.
فقد أثبتت المرأة السيناوية قوتها وقدرتها على مواجهة التحديات وبناء المستقبل، مساهمةً بذلك في تحسين حياة أبناء سيناء في كافة المجالات. فبعد تحرير سيناء، لم تقتصر مساهمة المرأة على دورها التقليدي، بل أصبحت جزءًا أساسيًا في عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وساهمت بشكل كبير في تطوير المنطقة وتقديم نموذج يحتذى به في العزيمة والإصرار.
التعليم والتثقيف.. ركيزة أساسية لبناء المستقبل
منذ سنوات طويلة، كانت المرأة السيناوية تتحمل مسؤولية تربية الأجيال وتوجيهها نحو العلم والتعليم. ورغم التحديات الكبيرة التي واجهتها المنطقة، لم تتوقف المرأة السيناوية عن السعي لفتح آفاق جديدة من خلال التعليم.
ساهمت العديد من النساء السيناويات في نشر التعليم داخل القرى والبلدات السيناوية، وقامت بتعليم البنات والفتيات على الرغم من غياب المدارس في بعض المناطق. هذا التعليم كان خطوة أساسية في تغيير ثقافة المجتمع السيناوي، حيث نجحت النساء في دعم تمكين الفتيات من إكمال تعليمهن، ومن ثم الانخراط في سوق العمل والمشاركة في المشاريع التنموية.

دور المرأة في نهضة الزراعة السيناوية
المرأة السيناوية لعبت دورًا كبيرًا في قطاع الزراعة، الذي يُعد من أبرز الأنشطة الاقتصادية في سيناء. فمن خلال العمل الجاد في الأراضي الزراعية، ساهمت النساء في تحقيق الاكتفاء الذاتي للمجتمع السيناوي، خصوصًا في مناطق وسط سيناء وشمالها.
النساء السيناويات كنَّ يقمن بزراعة المحاصيل التقليدية مثل القمح والشعير والفواكه، بل وشاركن في مشاريع تطوير الزراعة الحديثة مثل زراعة المحاصيل العطرية والطبية. ولم تقتصر المساهمة على العمل في الأرض فقط، بل ساهمت النساء أيضًا في تعلم أساليب الري الحديثة وكيفية استدامة الموارد المائية.

المشاركة في العمل الاجتماعي والإنساني.. صوت المرأة في المجتمع
لم تقتصر إسهامات المرأة السيناوية على المجالات الاقتصادية، بل امتدت إلى العمل الاجتماعي والإنساني. فبفضل جهود النساء السيناويات، تم إنشاء العديد من الجمعيات الخيرية التي ساعدت في تقديم الدعم للمرضى والفقراء. كما كانت النساء جزءًا أساسيًا من جهود تحسين مستوى الحياة في المناطق النائية من خلال توفير الرعاية الصحية الأولية للمجتمعات، بالإضافة إلى التوعية بسبل الوقاية من الأمراض وتوفير الدورات التدريبية في مجال الإسعافات الأولية.

المشاركة السياسية.. السيناويات في واجهة التغيير السياسي
لا يمكن تجاهل الدور السياسي الذي قامت به المرأة السيناوية في دعم الاستقرار والتنمية في المنطقة. فالعديد من النساء السيناويات شاركن في الانتخابات المحلية والمجالس الشعبية، وكنَّ جزءًا من الحركة الاجتماعية التي ساهمت في صنع القرار السياسي، كانت تلك المشاركة خطوة هامة نحو تعزيز الوعي السياسي لدى المجتمع السيناوي، وتحقيق مشاركة نسائية فعالة في قيادة التغيير والتنمية.
المرأة السيناوية وريادة الأعمال
مع تزايد الوعي بأهمية دور المرأة في المجتمع، ظهرت العديد من النساء السيناويات اللاتي أطلقن مشاريع خاصة بهن في مختلف القطاعات، سواء كانت هذه المشاريع صغيرة مثل صناعة الحرف اليدوية، أو أكبر مثل مشاريع إنتاج الغذاء المحلي والصناعات التقليدية. فهذه المشاريع لم تساهم فقط في تحسين الوضع الاقتصادي للنساء أنفسهن، بل ساعدت في تطوير الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة.

التحديات والصعوبات
على الرغم من هذه الإنجازات، تواجه المرأة السيناوية العديد من التحديات، أبرزها قلة الفرص الاقتصادية والتعليمية في بعض المناطق، بالإضافة إلى العادات والتقاليد التي قد تقيّد حركتها في بعض الأحيان. إلا أن هذه التحديات لم تمنع المرأة السيناوية من متابعة أحلامها والطموحات، بل جعلتها أكثر إصرارًا على تحقيق النجاح والتغيير في مجتمعها.