سنة نبوية.. دار الإفتاء: تعجيل دفن الميت من مظاهر تكريمه

أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن تعجيل دفن الميت ليس فقط من السنة النبوية، بل هو من مظاهر تكريم الإنسان بعد وفاته، وقد اتفقت عليه الأمة الإسلامية منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحتى اليوم.
الدفن السريع.. تكريم للميت وصيانة لحرمته
أكدت دار الإفتاء أن أهم مظاهر التكريم للميت بعد خروج روحه، يتمثل في الإسراع بتغسيله وتكفينه والصلاة عليه ثم دفنه، مشيرة إلى أن هذه الأركان الأربعة واجبة كفرض كفاية على المسلمين؛ إن قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين، وإن تركوها جميعًا أثِموا.
واستشهدت الدار بقول الله تعالى:
﴿فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ﴾ [المائدة: 31]،
مشيرة إلى أن إرسال الغراب كان تعليمًا بوجوب دفن الميت، وهو ما اتفق عليه فقهاء الإسلام.
الإسراع بالجنازة.. توجيه نبوي صريح
وأضافت دار الإفتاء أن الشريعة الإسلامية لم تكتفِ بإثبات وجوب دفن الميت، بل شددت أيضًا على ضرورة الإسراع في تنفيذ ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ؛ فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إِلَيْهِ، وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ" – متفق عليه.
وأوضحت الدار أن الصحابة والسلف الصالح كانوا يحرصون على السرعة في دفن موتاهم، حتى رُوي عن الزبير بن العوام قوله: "إنما كرامة الميت تعجيله"، مما يدل على أن التأخير منافٍ لما دعت إليه السنة.
الفقهاء: لا معنى لانتظار إذن ولي الميت أو تأخير الجنازة
وأوردت دار الإفتاء أقوال عدد من العلماء التي تدعم هذا المعنى، من بينهم الإمام ابن حزم الذي قال: "يجب الإسراع بالجنازة، ولا معنى لانتظار إذن ولي الجنازة"، وكذلك الإمام أحمد بن حنبل الذي قال: "كرامة الميت تعجيله".
تيسير صلاة الجنازة لتسهيل التعجيل بالدفن
وبيّنت دار الإفتاء أن من حرص الشريعة على الإسراع بالجنازة أنها خففت في أداء صلاة الجنازة؛ فليس فيها ركوع ولا سجود، ولا أذان ولا إقامة، كما استُثني أداؤها من أوقات الكراهة، وكل ذلك مراعاة لتكريم الميت بالإسراع في دفنه.
فتاوى تحذر من عادة تأخير الجنازات إلى ما بعد صلاة الجمعة
واستنكرت دار الإفتاء ما شاع من تأخير الجنازات إلى ما بعد الجمعة، مؤكدة أنه لا أصل له في السنة، بل إن الإمام العز بن عبد السلام كان يصلي على الجنازة قبل الجمعة، ويفتي أهل الميت بسقوط الجمعة عنهم إذا خرجوا للدفن قبلها، حفاظًا على سنة تعجيل الدفن.
الإسراع بالدفن واجب شرعي وحق للميت
تؤكد دار الإفتاء المصرية في ختام بيانها أن تعجيل دفن الميت واجب شرعي وأخلاقي، يُكرم الميت، ويُبرئ ذمة الأحياء، ويجسد الرحمة الإسلامية حتى بعد الموت.