عاجل

إهمال متزايد يهدد ضريح «أبو المعاطي» بدمياط ويثير قلق الأهالي

الضريح
الضريح

في قلب مدينة دمياط وعلى مقربة من مسجد البحر، يقبع ضريح العارف بالله سيدي أبو المعاطي، الذي يُعتبر أحد أهم المعالم الدينية والتاريخية في المحافظة، ويستقطب زوارًا ومحبي آل البيت من مختلف أنحاء مصر. إلا أن هذا الصرح التاريخي، الذي يعود تاريخه إلى العصر العثماني، يشهد اليوم تدهورًا ملحوظًا نتيجة الإهمال المتزايد وغياب خطط الصيانة والترميم الجادة.

أهمية روحية ومجتمعية

يُعرف الضريح بأهميته الروحية والمجتمعية، إذ كان يحتفل له سنويًا بموسم مولد ضخم يجمع بين الفعاليات الروحانية والموروث الشعبي، لكن في السنوات الأخيرة تغير الحال وأصبح الضريح يعاني من التشققات في قبته، وتلف في الجدران بسبب الرطوبة، وتساقط الطلاء، بالإضافة إلى غياب الإنارة ونظافة المكان.

يقول عدد من أهالي دمياط إن الضريح لم يشهد ترميمًا حقيقيًا منذ أكثر من عقد، وأن محاولات الصيانة السابقة كانت محدودة وغير كافية لإنقاذ البناء من التدهور، خاصة مع تسرب مياه الأمطار التي أدت إلى تلف في السقف الخشبي والزخارف الأصلية.

مكان مقدس ومزار هام

كما تعاني الساحة المحيطة بالضريح من الإهمال، حيث تنتشر الأتربة ويغيب التنظيم، مما يضر بصورة الضريح كمكان مقدس ومزار هام في المدينة، وسط استمرار إغلاق بعض النوافذ الخشبية القديمة بمواد بديلة لا تليق بالمكانة التاريخية للضريح.

مصادر محلية أوضحت أن شكاوى عدة قدمها سكان المنطقة إلى مسؤولي الأوقاف والمحافظة بضرورة تدخل عاجل لترميم الضريح ورفع كفاءته، إلا أن هذه الطلبات لم تلقَ استجابة فعلية، بسبب نقص الميزانيات وعدم وضوح خطط الترميم، بالرغم من أن الضريح مدرج ضمن قائمة المنشآت التراثية الخاضعة لإشراف وزارة الأوقاف.

استمرار الإهمال

وفي سياق متصل، عبّر مثقفون وأبناء دمياط المهتمون بالتراث عن مخاوفهم من استمرار الإهمال الذي قد يؤدي إلى فقدان هذا الرمز الصوفي والثقافي، مطالبين بضرورة تضمين الضريح في أولويات الصيانة الحكومية، وتأمين التمويل اللازم للحفاظ على هذا المعلم الذي يحمل في طياته تاريخًا غنياً وذاكرة مجتمعية عميقة.

يبقى ضريح سيدي أبو المعاطي شاهدًا على التاريخ الصوفي العريق في دمياط، ومكانًا ذا قيمة روحية لا تقدر بثمن، لكن مع استمرار الإهمال، يطرح السؤال الأبرز: هل ستتخذ الجهات المعنية خطوات فعلية تعيد لهذا المعلم المهيب حيويته ومكانته، أم سيظل ضحية لتدهور الزمن وإهمال البشر؟

تم نسخ الرابط