مونديال 2026 يكشف ازدواجية وجه ترامب حول قضية الهجرة |التفاصيل

قبيل استضافة الولايات المتحدة لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2026، يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستعد لتعديل مواقفه المتشددة مؤقتًا، متجاوزًا مبدأ "أمريكا أولاً" الذي شكّل جوهر سياساته خلال ولايته الأولى.
فبحسب تقرير نشرته صحيفة "بوليتيكو"، فإن إدارة ترامب تعتزم تقديم تسهيلات استثنائية تتعلق بالدخول إلى البلاد، تماشياً مع متطلبات الحدث العالمي المنتظر، في تحوّل لافت عن نهجها السابق في ملف الهجرة.
وتكشف الاستعدادات لاستضافة المونديال تكشف عن وجه مختلف لإدارة ترامب، إذ تتجه نحو الانفتاح والتعاون مع المجتمع الدولي، في تناقض واضح مع مواقفه السابقة المناهضة للهجرة والمنظمات الدولية.

ترحيب أمريكي بالجماهير الأجنبية
وتشير الصحيفة إلى أن البيت الأبيض يتبنى خطابًا مرحبًا بالجماهير الأجنبية، ويعمل بشكل منسجم مع حكومات الولايات التي يقودها خصومه الديمقراطيون، وهو ما يعكس مرونة غير معتادة في سياسة ترامب .
ويقود أندرو جولياني، نجل رودي جولياني وأحد أبرز المقربين من ترامب، فريق العمل المعني بالتحضيرات، مؤكدًا أن الأولوية تتمثل في تقديم نسخة آمنة وشاملة من البطولة، تتيح لمشجعي العالم أجمع المشاركة دون عوائق، قائلًا: "نحن نفتح الأبواب، وهذه لحظة نادرة يعلو فيها صوت الرياضة فوق السياسة".
تنازل ترامب عن مبادئه السياسية لأجل الرياضة
ومن المعروف أن ترامب لطالما انجذب إلى عالم الرياضة، إذ سبق أن امتلك فريقًا لكرة القدم الأمريكية، وسعى خلال ولايته الأولى إلى إعادة كل من كأس العالم والألعاب الأولمبية إلى الأراضي الأمريكية، واليوم بينما يتهيأ ترامب لقيادة بلاده خلال استضافة هذا الحدث الضخم، يجد نفسه مضطرًا لتجاوز بعض ثوابته السياسية، خاصة تلك المتعلقة بتقييد السفر والهجرة، التي كانت من أبرز شعارات حملته الرئاسية الأولى.
ورغم مواصلته انتقاد المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، يظهر ترامب انفتاحًا لافتًا تجاه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، حيث استقبل رئيسه جياني إنفانتينو بحفاوة داخل البيت الأبيض، في مشهد يعكس أهمية الحدث بالنسبة له شخصيًا.

ازدواجية ترامب ليست الأولى
اللافت أن هذه السياسة المرنة لم تكن وليدة اللحظة، بل بدأت بشكل سري خلال ولايته الأولى، ففي عام 2018، وبينما كانت إدارته تدافع أمام المحكمة العليا عن قرار حظر دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة، كان البيت الأبيض في الوقت ذاته يصوغ استثناءات خاصة بالرياضيين والمشاركين في الفعاليات الدولية الكبرى.
ويروي ترامب لاحقًا أنه لم يتردد كثيرًا في اتخاذ القرار عندما عُرض عليه ملف كأس العالم، قائلاً: "بمجرد أن سمعت عبارة كأس العالم، وافقت على الفور فكنت أعلم أننا سننجح في استضافتها".
ويجد ترامب نفسه أمام معادلة معقدة، الحفاظ على شعاراته السياسية من جهة، والانفتاح الدولي المطلوب لاستضافة المونديال من جهة أخرى، وهي معادلة قد تعيد تشكيل صورة إدارته ولو مؤقتًا، في واحدة من أكثر المناسبات الرياضية تأثيرًا في العالم.