عاجل

يُزايد الشيعة وهمًا بحب سيدنا الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه، ويزعمون أنهم يحبون سبط النبي محمد صلى الله عليه وسلم بصورة لا يضاهيها مسلم له. فلذا يجلدون أنفسهم، يلطمون خدودهم، يشقون ثيابهم، ويزحفون على بطونهم إلى غير ذلك من المشاهد الدموية التي اعتاد الناس عليها بين حين وآخر عبر قنواتهم.

ومع حلول ذكرى عاشوراء يتبارى أرباب الحب المزعوم للتباهي باللطميات ويسبون المخالفين لهم ويطعنون في حبهم، ولست أدري كيف يكون الحب بهذا الشكل ونحن مأمورون بالصبر عند الابتلاء، منهيون عن اللطم وشق الجيوب فما فوقها كما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليسَ مِنَّا مَن لطم الخُدُودَ، وشَقَّ الجُيُوبَ، ودَعا بدَعْوَى الجاهِلِيَّة) رواه البخاري.

كيف يكون الحب ونحن المطالبون بالصبر والاحتساب على من يرحل؟!، بل إن رحيل خير الخلق وأعظمهم لم يكتب بين المسلمين مناسبة لأفعال تخالف رسالته صلوات ربي وسلامه عليه، ولست هنا في مناقشة تطول أو تقصر عن فساد معتقد الشيعة وما أكثرها بقدر مناقشة متأنية لمشهد كربلاء بين المغالاة والإنكار.

لا يقول عاقل أن الحسين رضي الله عنه وأرضاه لم يقتل ولا نقول بأننا نرضى مقتله، لكن هناك قائمة سبقته من الشهداء رفعوا راية الحق بينهم أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه، ولم نر لطميات كتلك أو بكاء كهذا.

وأيًا ما كان من الجدال في هذا فإنه لم يقبل في عقيدة المسلم فكرة المخلص، فلسنا بالمؤمنين أن عيسى عليه السلام جاء مكفرًا لخطيئة آدم، ولم نرَ من بني آدم من جلد وشق وجلد نفسه حتى صلب المسيح فتحرر البشر من بعده.

كيف يكون المُحب مُطالبًا بدمه وجسده وذريته بينما انتهى عقاب القاتل والمحرض بوفاتهما دونما ردة فعل من المؤمنين وهم يومئذ أشداء في حبهم لله ورسوله، أليس هذا مدعاة للسؤال مرارًا وتكرارًا عمن قتل الحسين بن علي وإن كان الجواب الذي يصم الكثيرون أذانهم عن الإيمان به أن من قتله سبق لقتل عمر ومن بعده عثمان وفي عقبهما علي رضوان الله عليهم أجمعين، ولا يكفون عن استباحة الدماء متسترين برداء الحسين ودماؤه وهو منهم براء.

هل آن للشيعة أن يصرحوا بأن مهديهم المزعوم هو المخلص من خطيئة قتلهم للحسين ومن سبقه ومن لحقه من آل البيت. هل حان الوقت ليتوقف المغيبون بأفكارهم أمام نصوص كربلاء ورواتها وما قيل في نواح الجن ونبوءات نسبت زورًا وكذبًا بأن النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده عليا أخبرا بمقتل الحسين عند كربلاء، وكانت لهم شطحات وصولات وجولات بأن النبي بكى لمقتل الحسين فيما لم يكن لكذبهم صدى في عدم اكتراث النبي لمن قتل معه من النساء والرضع.

تم نسخ الرابط