عاجل

صراع أوكرانيا.. آصف ملحم: الغرب وسّع الأزمة وضخ الأسلحة وحاصر روسيا بالناتو

الصراع الأوكراني
الصراع الأوكراني الروسي

أكد الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، أن الحرب الدائرة في أوكرانيا لم تعد مجرد نزاع محدود داخل الدولة الأوكرانية، بل تحولت إلى صراع إقليمي واسع بفعل ما وصفه بـ"التشدد الأوروبي المتصاعد"، مشيرًا إلى أن تفاقم الأزمة كان نتيجة مباشرة لتصرفات الغرب، لا سيما في مجال الدعم العسكري وتوسيع حلف شمال الأطلسي "الناتو".

جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية مع فضائية "إكسترا نيوز"، تناول فيها آصف ملحم تطورات النزاع الروسي الأوكراني، وتحليل الأبعاد السياسية والعسكرية التي حولت هذه الحرب إلى أزمة ذات طابع دولي وإقليمي معقد.

الغرب وسّع نطاق الأزمة

أوضح آصف ملحم أن النقاط الخلافية بين روسيا والغرب تتجاوز في طبيعتها حدود الملف الأوكراني ذاته، معتبرًا أن "أوكرانيا مجرد ساحة صراع، بينما الجذور الحقيقية للأزمة أعمق بكثير وتتعلق بالتوازنات الاستراتيجية في أوروبا".

وأشار آصف ملحم إلى أن دول الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، لعبت دورًا كبيرًا في تصعيد التوتر، من خلال تسليح كييف بشكل مكثف وتوسيع الناتو باتجاه الشرق، مما أشعل فتيل المواجهة مع موسكو.

روسيا وحماية سكان دونباس

وعن دوافع روسيا لبدء عملياتها العسكرية، شدد آصف ملحم على أن موسكو أعلنت صراحة أن هدفها الرئيسي كان حماية سكان إقليم دونباس، الذين تعرضوا لعمليات اضطهاد منذ عام 2014، مؤكدًا أن الكرملين كان يسعى إلى تأمين حدود روسيا ومنع اقتراب الناتو من مجالها الحيوي.

لكن، بحسب آصف ملحم ، فإن رد الفعل الغربي لم يأتِ في إطار تهدئة المخاوف الروسية، بل جاء بالعكس تمامًا، حيث قامت دول الناتو بـزيادة وجودها العسكري في أوروبا الشرقية، وضم دول جديدة إلى الحلف، كما شرعت في نشر قواعد صاروخية قرب الحدود الروسية، وهو ما اعتبرته موسكو تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي

صراع يتجاوز الجغرافيا

ولفت آصف ملحم إلى أن الحرب الأوكرانية أصبحت نموذجًا لصراع جيوسياسي دولي، تتقاطع فيه مصالح قوى عظمى متعددة، وليس مجرد خلاف بين دولتين، مضيفًا أن هذا الصراع أصبح معركة كسر عظام بين روسيا من جهة، والغرب بقيادة الولايات المتحدة من جهة أخرى، بهدف إعادة رسم خريطة النفوذ السياسي والعسكري في العالم.

وفي ختام مداخلته، حذر آصف ملحم من استمرار التصعيد دون أفق للحل، مشيرًا إلى أن غياب الإرادة الدولية لمعالجة جوهر الخلافات سيؤدي إلى إطالة أمد الحرب، وربما جر المنطقة إلى نزاعات أوسع تتجاوز أوكرانيا، لافتًا إلى أن الحل السياسي ما زال ممكنًا، لكنه يتطلب "تنازلات متبادلة وضمانات حقيقية للأمن الجماعي".

الدكتور أصف ملحم
الدكتور أصف ملحم

تحذير من التصعيد المستمر

وشدد آصف ملحم على أن التعامل مع الأزمة من منظور أحادي لن يجلب الاستقرار، بل سيؤدي إلى إعادة إنتاج التوترات والحروب في مناطق أخرى من العالم، داعيًا المجتمع الدولي إلى تبني نهج توافقي أكثر واقعية يعترف بالمصالح الأمنية لجميع الأطراف.

تم نسخ الرابط