دب بري يقتل سائحاً في رومانيا بعد التقاط صورة سليفي

تحولت رحلة استكشافية بالدراجة النارية إلى مأساة مروّعة بعدما لقي سائح إيطالي مصرعه إثر هجوم دب عليه أثناء جولته السياحية على طريق ترانسفاغارشان الشهير في رومانيا، وذلك بعد ساعات فقط من نشره صورًا وفيديوهات له برفقة الدببة على حساباته بمواقع التواصل.

سيلفي مع الدب.. ثم الهجوم

عمر فارانغ زين، سائح إيطالي يعمل في مطار مالبينسا بمدينة ساماراتي في شمال إيطاليا، كان قد نشر صورة "سيلفي" التقطها مع دب بري، إلى جانب مقاطع فيديو أخرى تُظهر لحظات اقترابه من الدببة خلال رحلته بالجبال.

في إحدى اللقطات، يظهر وهو يمر بدراجته بجوار دب، قائلًا: "انظروا! دب! كم هو جميل!"، وفي فيديو آخر يقول: "إنه يقترب مني"، بينما يراقب الدب عن قرب في منطقة حصوية.

لكن الحكاية لم تكتمل بجمال اللحظة، حيث أفادت السلطات الرومانية بأن زين نزل من دراجته وحاول إطعام أحد الدببة، قبل أن يقوم الحيوان المفترس بسحبه إلى الغابة القريبة ويهاجمه بشراسة.

نداء استغاثة.. ثم كارثة

أفاد شهود عيان من رفاقه من راكبي الدراجات أنهم اتصلوا بخدمات الطوارئ فور وقوع الحادث سائح إيطالي، وسرعان ما هرعت قوات الإنقاذ والشرطة والغابات إلى الموقع.

لكن عند وصولهم، أدركت فرق الإنقاذ أنها أيضًا تواجه خطرًا حقيقيًا، حيث قالت وحدة الإنقاذ الجبلي إن "الدبة كانت عدوانية للغاية، وهاجمتنا عدة مرات خلال عمليات البحث".
وقد تم العثور على جثة زين داخل أحد المنحدرات الوعرة، وقد ظهرت على هاتفه صور قريبة للدب قبل وقوع الهجوم مباشرة.

لاحقًا، تم إطلاق النار على الدبة وإنهاء حياتها بعد أن تم تصنيفها كخطر مباشر على البشر في المنطقة.

هجمات متكررة.. والسلطات تتخذ قرارات حاسمة

لم تكن هذه الواقعة الأولى من نوعها في رومانيا؛ حيث أعلنت وزارة البيئة عن وفاة نحو 30 شخصًا خلال العقدين الأخيرين جراء هجمات من الدببة.

وفي عام 2024، قرر البرلمان الروماني مضاعفة الحصة السنوية المسموح بها من صيد الدببة إلى 481 دبًا سنويًا، في محاولة للسيطرة على تزايد عدد هذه الحيوانات التي بدأت تدخل المدن بحثًا عن الطعام.

وجاء القرار بعد أسبوع فقط من وفاة شابة تبلغ من العمر 19 عامًا تعرّضت لهجوم دب أثناء سيرها في أحد المسارات الجبلية الشهيرة في جبال الكاربات، وكانت قد اتصلت بخدمات الطوارئ وهي تحت الهجوم.

وفي حادثة أخرى مؤسفة، تعرّضت سائحة إسكتلندية تبلغ من العمر 72 عامًا لهجوم من دب في منطقة أرجيس بعد أن فتحت نافذة سيارتها لالتقاط صورة له.