مدير الإغاثة الطبية بغزة: القطاع الصحي منهار وأزمة الوقود تتفاقم

حذّر الدكتور بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، من الانهيار الكامل للمنظومة الصحية في القطاع، مؤكدًا أن القطاع الصحي ليس وحده المنهار، بل قطاع غزة بأكمله ينهار فعليًا في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي اليومي والممنهج لتدمير البنية التحتية، واستمرار الحصار ومنع دخول المستلزمات والمستهلكات الطبية والأدوية.
أزمة الوقود تلوح في الأفق
وأوضح «زقوت»، خلال مداخلة عبر الإنترنت عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن أزمة الوقود تلوح في الأفق، إذ تعتمد المستشفيات على «مبدأ التقطير» لتوفير الطاقة اللازمة لتشغيلها، مشيرًا إلى أن الحلول المؤقتة التي يتم اللجوء إليها لا تصمد أكثر من ثلاثة إلى أربعة أيام، قبل أن تعود الأزمة إلى الواجهة مجددًا.
وأشار إلى أن انقطاع التيار الكهربائي يفاقم من تدهور الأوضاع، مؤكدًا أن تشغيل أي منشأة طبية بات مرهونًا بالوقود، الذي يدخل عبر المؤسسات الدولية، خاصة منظمة الصحة العالمية، ويتطلب تنسيقًا مع الجهات الإسرائيلية، التي بدأت منذ استئناف العدوان في 18 مارس 2025 برفض جميع الطلبات الخاصة بإدخال الوقود.
لا يزال جزء منه محتجزًا في رفح
ونوه بأن الاعتماد في الوقت الراهن يتم على ما تبقى من المخزون الداخلي، والذي يوشك على النفاد، فيما لا يزال جزء منه محتجزًا في رفح دون السماح باستخدامه في المؤسسات الصحية، متابعًا: «أزمة الوقود تمثل تهديدًا مباشرًا للقطاع الصحي، إذ يعني غياب الطاقة توقف العمليات الجراحية، وتعطّل الفحوصات التشخيصية، وإيقاف غرف الإنعاش، وأجهزة غسيل الكلى، وحضّانات الأطفال، وتعذّر إجراء أي تدخلات طبية للمصابين، الذين يُقدّر عددهم بالمئات يوميًا».
في وقت سابق، في تطور جديد للأحداث، سلمت حركة حماس ردها على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى الوساطة الدولية، واصفة إياه بـ"الرد الإيجابي".
وأكدت الحركة في بيانها استعدادها الفوري للدخول في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ الاتفاق، مشددة على جديتها في الوصول إلى حل دائم ينهي العدوان الإسرائيلي على القطاع.
التعديلات المطلوبة من حماس
كشفت مصادر فلسطينية عن أبرز التعديلات التي طالبت بها حماس على المقترح المقدم من الوساطة، والتي تشمل:
توزيع المساعدات الإنسانية: طالبت حماس بأن يتم التوزيع عبر الأمم المتحدة ووكالاتها والهلال الأحمر، بدلًا من الآلية الحالية التي تشرف عليها إسرائيل.
تعديل مصطلح "المدنيين" واستبداله بـ"سكان قطاع غزة" لضمان شمول جميع الفئات المتضررة، الانسحاب الإسرائيلي أن يتم وفق خرائط يناير الماضي مع إجراء تعديلات طفيفة يتم الاتفاق عليها، ضمان استمرار المساعدات والانسحاب بعد انتهاء فترة الـ60 يومًا المقررة للهدنة، فتح معبر رفح بالاتجاهين بشكل فوري لضمان حرية الحركة والإغاثة.
الموقف الإسرائيلي والاجتماع المرتقب للكابينت
من المقرر أن يعقد الكابينت الإسرائيلي اجتماعًا طارئًا اليوم لبحث الرد الفلسطيني والموقف من الصفقة المحتملة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يعلن عن الاتفاق رسميًا خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين المقبل.
وأشارت التقارير إلى أن الكابينت سيصادق على الصفقة رغم معارضة وزيرَي الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بيزليل سموتريتش، في حين أعلن رئيس الأركان والشاباك دعمهما لاتفاق جزئي يسمح بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين بأسرع وقت ممكن.
تصعيد عسكري متزامن مع المفاوضات
رغم التحركات السياسية، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، حيث أسفرت غارات جوية عن سقوط 18 شهيدًا وعشرات الجرحى في مناطق متفرقة من القطاع. ومن بين الضحايا عائلات كاملة، بينهم طبيب وأبناؤه الستة في خانيونس، ما أثار موجة غضب عارمة.
وأفاد مراسل الحدث من دير البلح بأن القوات الإسرائيلية توسع نطاق عملياتها، مستهدفة مناطق سكنية ومدارس ومراكز نزوح، وسط تكثيف للقصف المدفعي وتضييق الخناق على المدنيين المحاصرين.