حكاية "آية".. من أروقة الجامعة إلى نجوم FM: رحلة صوت يعرف الطريق |فيديو

في الوقت الذي يبحث فيه الكثيرون عن طريقهم وسط ضباب الخيارات، كانت “آية عبد العاطي" (مذيعة) تعرف أنها لا تنتمي للمكاتب المغلقة، بل إلى الشارع، إلى الناس، إلى الصوت الذي يحكي الحكايات اليوم، يُعرف صوتها في كل بيت من بيوت مستمعي "نجوم FM"، لكن وراء هذا الصوت قصة إنسانية، ملهمة، عنوانها الإصرار، والتصالح مع الذات، وتقدير التفاصيل.
بداية الرحلة.. الطالبة الأولى
تحكي آية عبد العاطي ، في لقاء لها مع الإعلامي محمود سعد، ببرنامج “باب الخلق” المذاع عبر قناة "النهار": "إنها خريجة كلية الإعلام من جامعة خاصة، كانت منذ اللحظة الأولى مصممة على أن تُثبت نفسها، وكنت عايزة أقول لنفسي ولأهلي إن الجامعة الخاصة مش معناها إن مستواي أقل"، تقول بثقة هذا الإصرار تُرجم في نتائجها؛ تفوقت عامًا بعد عام حتى أصبحت الأولى على دفعتها، وتم ترشيحها لتكون معيدة بالكلية لكن لحظة مفصلية غيرت المسار.
مساعدة صادقة.. وباب قُدّر أن يُفتح
تابعت، أن خلال عامها الأخير في الجامعة، طلبت منها أستاذتها أن تساعد زميلة تكافح للتخرج بعد سنوات من التأجيل بسبب الزواج والحمل آية لم تتردد، مدّت يدها وساعدت، وبعد شهور، عادت من الجامعة في "توكتوك"، شاردة الفكر، حين رن هاتفها المتصل، وجدت زوج تلك الزميلة لم يكن يقصد الاتصال بها، بل أخطأ الرقم لكن الخطأ فتح بابًا إنتِ اللي ساعدتِ نور؟"، سألها ثم أضاف إحنا بندور على مراسلين للقاهرة اليوم.. تحبي تجربي؟".

التحول من معيدة إلى مراسلة
رغم أنها كانت على مشارف التعيين الأكاديمي، شعرت "آية" أن هذه ليست طريقها "أنا بتاعة شارع"، تقول بابتسامة لم تتردد التحقت ببرنامج "القاهرة اليوم"، وبدأت رحلتها كمراسلة ميدانية، تُغطّي المؤتمرات، وتدخل البيوت، وتوثّق الحكايات "كنت مراسلة شاطرة جدًا، وكنت بحب أروح الأوردرات الصعبة"، تتذكر بحماس ومن هناك، انطلقت لأفلام وثائقية، حيث تعلمت قيمة الصبر، والدقة، والمونتاج الذي لا يرحم.
صوت يصل إلى الناس
لكن حلم “آية” الأكبر كان أن تصبح مذيعة الفرصة جاءت في صورة مسابقة "راديو ستار" عبر نجوم FM، نفس المسابقة التي تخرج منها أكرم حسني قبل سنوات خاضت التحدي، نجحت، وأثبتت أنها ليست فقط مراسلة، بل حكاية تُروى بالصوت من هنا، وُلدت "آية عبد العاطي" كما يعرفها الجمهور اليوم: صوت دافئ، مثقف، قادر على أن يجعل المستمع يرى بعينيه دون صورة.
تابعت آية : " أنا أصغر إخواتي، ما زالت أعيش مع والديّ، وأمي دائمً ما نتنظرني في الراديو لسماع صوتي، وأبي الذي يشعر بالفخر كذلك، مضيفة أن رحلتها لم تكن سلسلة، بل مليئة بالقرارات الصعبة، والأبواب التي انفتحت بالصدفة، لكنها استعدّت لها بإتقان، وأنها تعرف جيدًا أن الكلمة مسؤولية، وأن الميكروفون ليس مجرد وسيلة، بل أداة للتغيير، للحب، للدهشة، وللأمل وأنا ما خدتش الميكروفون وطلعت.. أنا مشيت الرحلة.. حتة حتة.".