تركيا بين الجحيم والجليد.. ثلوج في الشمال وحرائق في الجنوب

في مشهد من التناقضات المناخية الصادمة، تساقطت الثلوج أمس الجمعة على شمال شرقي تركيا، في حين كانت مناطق أخرى من البلاد تكافح ألسنة اللهب الناتجة عن حرائق غابات مستعرة.
وقال خبراء إن هذه الظواهر الجوية المتطرفة، من جفاف وحرائق إلى عواصف ثلجية في عز الصيف، تعكس آثار التغير المناخي المتسارع الذي يتسبب فيه الإنسان.
ثلوج في الشمال
ووفق وسائل إعلام محلية، غطت الثلوج محافظات عدة في شرق الأناضول، من بينها ريزي وطرابزون وبايبورت وأرضروم. وفي تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الصحافي المحلي غنتشاه كرفضلي أوغلو من ريزي: "أنا في الـ65 من عمري، ولم أشهد في حياتي ثلجًا يتساقط في يوليو بهذا الشكل".
وأضاف: "الثلج غطى الأرض أربع أو خمس ساعات، وتركز بشكل أكبر في منطقة أرتوين القريبة من جورجيا، ووصل ارتفاعه لأكثر من 10 سنتيمترات في بعض الأماكن".

وامتد تساقط الثلوج على شريط يبلغ طوله نحو 100 كيلومتر في أقصى الشمال الشرقي، ورافقته أمطار غزيرة تحولت إلى ثلوج مع انخفاض درجات الحرارة، لا سيما في المناطق المرتفعة من بيبورت وطرابزون.
في الجنوب.. حرائق لا تتوقف
في المقابل، واصل رجال الإطفاء معركتهم ضد عشرات حرائق الغابات التي اشتعلت في جنوب البلاد، حيث أكد وزير الغابات التركي، إبراهيم يوماكلي، في مؤتمر صحافي، أن أكثر من 10 حرائق كبرى كانت لا تزال مشتعلة أمس الجمعة.
وأشار إلى أن الوضع في مقاطعة إزمير، التي شهدت مصرع شخصين الخميس، بات "تحت السيطرة إلى حد كبير"، إلا أن القلق لا يزال قائماً بشأن ولايتي موغلا وهاتاي، حيث تؤجج الرياح العاتية ألسنة اللهب.

وأكد الوزير أن الأسبوع الماضي وحده شهد اندلاع 624 حريقًا، مرجعًا أغلبها إلى التماس كهربائي من كابلات أو استخدام غير آمن للمعدات الزراعية.
من جهته، أعلن وزير الداخلية علي يرليكايا، توقيف 44 مشتبهاً فيهم واحتجاز 10 آخرين على خلفية اندلاع الحرائق، موضحاً أن معظمهم من عمال ومزارعين كانوا يستخدمون آلات تطلق شرارات.