نهاية قطار بريطانيا الملكي بعد 180عامًا.. بسبب تخفيض النفقات الملكية

بعد أكثر من قرن ونصف من الرحلات المهيبة، يستعد القطار الملكي البريطاني لتوديع السكة الحديدية بحلول عام 2027، في قرار أثار مشاعر الحنين والحزن لدى محبي العائلة المالكة وعشاق القطارات، فما السبب وراء هذه الخطوة؟ وكيف كانت مسيرته؟.
بداية أسطورية.. ونهاية تلوح في الأفق
نشرت صحيفة ال “CNN” انه في عام 1842، دخلت الملكة فيكتوريا التاريخ كأول ملكة بريطانية تركب قطارًا مخصصًا لها، لتبدأ رحلة القطار الملكي التي امتدت لأكثر من 180 عامًا، لكن في 2027، سيتوقف هذا التقليد العريق، بعد أن قرر البلاط الملكي البريطاني التخلي عن القطار لأسباب تتعلق بالكفاءة الاقتصادية وتوفير المال العام.
وبحسب التقرير المالي السنوي للعائلة المالكة، سيُستبدل القطار الملكي برحلات الهليكوبتر والقطارات العامة لنقل كبار أفراد العائلة في جولاتهم الرسمية داخل المملكة المتحدة.

خيبة أمل في بلدة القطار الملكي
في بلدة "وولفر تون" بمقاطعة باكينغهامشير – التي تُعد أول مدينة للسكك الحديدية في العالم – تسود أجواء الحزن بين السكان. فمنذ عام 1842، والقطار الملكي يُصان هناك بكل فخر.
يقول فيليب مارش، مدير السكك الحديدية والمؤرخ: "الجميع هنا يعرف أحدًا عمل على القطار الملكي... وهم فخورون بذلك."
أما أندريا روسي، المدير التنفيذي لشركة DB Cargo UK، التي تدير القطار منذ 30 عامًا، فوصف القرار بأنه "نبأ حزين للقطاع بأسره".

من الفخامة إلى البساطة.. وتحولات الزمن
رغم بدايته الفخمة المليئة بالمخمل والذهب، أصبح القطار الحالي - الذي تم بناؤه في سبعينيات القرن الماضي - أقرب إلى فندق أعمال متواضع. ويبدو أن تحديث العربات لتتناسب مع المعايير الحديثة سيكلف ملايين الدولارات، مما دفع القصر للتخلي عن المشروع، خاصة في ظل تكاليف تجديد قصر باكنغهام التي بلغت نحو 500 مليون دولار.

الملك تشارلز والجدل البيئي
قرار إلغاء القطار أثار بعض الانتقادات، خاصة أن الملك تشارلز يُعرف بمواقفه البيئية، بينما يُعد القطار وسيلة نقل أكثر استدامة مقارنة بالطائرات والمروحيات التي باتت تُستخدم أكثر من أي وقت مضى. ففي العام 2024-2025، لم يُستخدم القطار سوى مرتين فقط، بتكلفة بلغت أكثر من 105 آلاف دولار، بينما أُجريت 141 رحلة هليكوبتر.

لحظات لا تُنسى على السكة
رغم انخفاض عدد رحلاته مؤخرًا، إلا أن القطار شارك في لحظات تاريخية مهمة، من احتفالات اليوبيل الذهبي والماسي للملكة إليزابيث، إلى جولات الشكر التي قام بها الأمير ويليام وزوجته كيت في 2020 خلال جائحة كورونا. كما رافقه في بعض المناسبات قاطرات بخارية شهيرة مثل "فلاينغ سكوتسمان"، مما أضفى عليه طابعًا ملكيًا بامتياز.

مصير مجهول ولكن الأمل باقٍ
من المتوقع أن يقوم القطار بجولة وداعية أخيرة قبل التقاعد، ليمنح محبيه فرصة الوداع، أما مصيره بعد ذلك، فلا يزال غامضًا، ومع ذلك، يطالب الخبراء بنقله إلى متحف مرموق مثل المتحف الوطني للسكك الحديدية في يورك، بدلًا من تفكيكه أو نسيانه.