مصطفى ثابت: علم الفلك كان من أبرز إنجازات الحضارة الإسلامية ( فيديو)
مصطفى ثابت: علم الفلك من أبرز إنجازات الحضارة الإسلامية ( فيديو)

أكد الداعية الإسلامي الشيخ مصطفى ثابت، أن علم الفلك يُعد واحدًا من أعظم إنجازات الحضارة الإسلامية، مشيرًا إلى أن تطوير المسلمين لهذا العلم استند إلى إشارات قرآنية وأحكام عبادية متعلقة بالمواقيت الشرعية، مثل الصلاة، والصيام، والحج.
الإشارات القرآنية
وأوضح الشيخ، خلال حلقة برنامج "حضارة" المذاع على قناة "الناس"، أن القرآن الكريم سلط الضوء على الظواهر الفلكية، مستشهدًا بالآية الكريمة: "لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" من سورة يس. وأضاف أن هذه الإشارات دفعت المسلمين للبحث والتعمق في هذا العلم لتوفير حسابات دقيقة للمواقيت الشرعية وتحديد اتجاه القبلة بدقة.
العلماء المسلمين
وأشار الشيخ مصطفى ثابت، إلى أن العلماء المسلمين لم يكتفوا بترجمة التراث الفلكي السابق من اليونان والفرس والهنود، بل قاموا بالنقد والتطوير، مستشهدًا بأعمال الحسن بن الهيثم، الذي قدم اعتراضات على نظرية بطليموس، وكذلك العالم نصير الدين الطوسي، الذي وضع تصورًا جديدًا لحركة الأجرام السماوية، مما كان له تأثير في تطوير النظريات الفلكية الحديثة، وصولًا إلى كوبرنيكوس.
مراصد فلكية متطورة
وأضاف ثابت، أن المسلمين أسسوا مراصد فلكية متطورة، بدءًا من مرصد الشماسية في بغداد في عهد الخليفة المأمون، وصولًا إلى مرصد مراغة في أذربيجان، الذي أحدث "ثورة مراغة" في التصورات الفلكية، لافتا إلى دور علماء المسلمين في اختراع أدوات فلكية متطورة مثل المزولة الشمسية، والإسطرلاب، والبوصلة، التي ساهمت في دقة الرصد والحسابات الفلكية.
ودعا الشيخ مصطفى ثابت إلى إعادة إحياء الاهتمام بعلم الفلك بين الأجيال الجديدة، معتبرًا أن التأمل في الكون ومعرفة قوانينه ليس مجرد علم، بل طريق لزيادة الإيمان والتقرب إلى الله، مستشهدًا بقوله تعالى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ" ، مشيرا أن مفهوم السيادة في الحضارة الإسلامية لم يكن قائمًا على اللون أو العرق أو الانتماء القبلي، بل كان للعلم والتقوى. واستشهد بحديث دار بين الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك والإمام ابن شهاب الزهري، حيث سأله عن أعلم أهل مكة، فأجابه: "عطاء بن أبي رباح"، رغم أنه كان أسود اللون وأعرج وأصيب بالشلل والعمى، لكنه ساد قومه بالعلم والدين.