«كان مغيب ميعرفش حاجة» .. البابا تواضروس يكشف تفاصيل أول لقاء مع محمد مرسي

كشف البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تفاصيل أول لقاء جمعه بالرئيس محمد مرسي بعد تجليسه، لشكره على إصدار القرار الجمهوري بالتعيين، موضحًا أنها كانت زيارة بروتوكولية «دون الدخول في أي تفاصيل أخرى».
وأضاف البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة، أن الأحداث اللاحقة التي كانت تنقل عبر وسائل الإعلام أثارت «علامات استفهام»، مشيرا إلى أن «الشعور العام الذي كان موجودا وقتها أن مصر التي ولدنا وعشنا فيها تُسرق منا، وكان هذا الشعور لدى الكثيرين».
وكشف قداسته عن اتصاله بفضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، قبل ثورة الثلاثين من يونيو، مقترحا عليه زيارة رئيس الجمهورية آنذاك.
وروى البابا تفاصيل اللقاء قائلا: «كان الشعور وقتها البلد رايحة على فين، وده اللي خلاني أتصل بفضيلة الإمام قبل 30 يونيو، وأقترح عليه أننا نذهب لزيارة رئيس الجمهورية الدكتور مرسي ونسأله هو إيه اللي هيحصل؟ وفعلا ذهبنا وقعدنا قعدة طويلة، لكن اكتشفنا إنه لم يكن على دراية باللي بيحصل في الشارع خالص، ولما قلنا له إيه اللي هيحصل يوم 30 يونيو، قال: (هييجي 30 وبعديها واحد وبعديها اثنين، يعني أيام عادية).. الحقيقة انتهت المقابلة ونحن نحمل خوف كبير في قلبنا».
وعبّر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن سعادته بالتغييرات والتطورات التي تشهدها المملكة العربية السعودية، واصفًا هذه الخطوات بـ «مفرحة جدًا».

فكرة بناء كنيسة قبطية
وفي حوار له مع قناة CNN بالعربية، أشار البابا تواضروس، إلى أن فكرة بناء كنيسة قبطية في السعودية ما زالت «مبكرة»، لكنه لم يستبعد إمكانية تحققها مستقبلًا، واستعاد البابا ذكرياته خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر ولقاءه به، مشيدًا بروحه «الشبابية والمنفتحة»، واصفًا اللقاء بأنه كان «مفرحًا وممتعًا».
إقامة قداس عيد الميلاد
وأكد البابا، أن إقامة قداس عيد الميلاد ورأس السنة في السعودية مؤخرًا، يعكس حجم الانفتاح الذي تشهده المملكة في الفترة الأخيرة.
وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، نظمت أول قداس قبطي رسمي على أراضي المملكة، بتكليف من البابا تواضروس الثاني، حيث أجرى الأنبا مرقس، مطران شبرا الخيمة وتوابعها، زيارة رعوية استمرت شهرًا، شملت مدن الرياض وجدة والمنطقة الشرقية، واختتمت بإقامة القداس الإلهي ليلة عيد الميلاد المجيد في 6 يناير 2023، لأول مرة في تاريخ السعودية.
الزيارة تضمنت إقامة قداسات
وذكرت مجلة الكرازة، أن الزيارة تضمنت إقامة قداسات، وصلوات، واجتماعات روحية، شهدت حضورًا كثيفًا من الأقباط والجالية الإريترية، وسط دعم وتسهيلات من السلطات السعودية، كما تخلل الزيارة لقاءات رسمية، أبرزها زيارة إلى السفارة المصرية التي رافقت المطران وسهلت الإجراءات كافة.
وفي سياق متصل، وصف البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عام 2012 بأنه شهد «تغييرات كبيرة جدًا» في أقل من ثمانية أشهر، بعد وفاة البابا شنودة في مارس، وتولى مرسي الرئاسة في يونيو، بينما جرى تجليسه بطريركا في نوفمبر من العام ذاته، وذلك في معرض رده على تأثير التغيرات السياسية على قيادة الكنيسة.
وأشار البابا خلال مقابلة مع شبكة «CNN» إلى أن تلك الفترة لم تكن «هادئة»، إنما كانت «هائجة ومليئة بالقرارات والتغييرات والتوقعات الغامضة»، مؤكدا أنه واجه تحديات كثيرة كان من «أخطرها وأصعبها» الاعتداء على عدد كبير من الكنائس خلال أغسطس 2013، بالإضافة إلى حوادث سابقة استهدفت الكاتدرائية المرقسية في القاهرة وبعض الأقباط، واصفا ما حدث بأنها كانت «مواقف حادة وشديدة».