علي جمعة: الكون أعظم من إدراكنا والزمن نسبـي بأبعاد لا نتصورها (فيديو)

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان عبثًا، بل وضع له برنامجًا تكليفيًا يضمن له السعادة، والطمأنينة، والراحة موضحًا أن هذه التكليفات الإلهية ليست قيودًا، بل هي وسيلة لتنظيم الحياة وتحقيق الرفاه والبهجة، بما يخدم الإنسان أولًا وأخيرًا.
الزمن وحساب الكون
وخلال مشاركته في بودكاست "مع نور الدين"، المذاع عبر قناة "الناس"، تحدث الدكتور علي جمعة عن مفهوم الزمن، مشيرًا إلى أنه ليس مطلقًا كما نتصوره، بل هو نسبي، يتغير وفقًا لظروف المكان والمقياس الكوني. واستشهد بقوله تعالى:"تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة".
الزمن على الأرض
وأوضح أن هذه النسبية تعني أن الزمن على الأرض قصير جدًا مقارنة بالزمن الكوني، فلو قمنا بتحليل هذه الأرقام رياضيًا، وقسمنا 50 ألف سنة على عدد ساعات اليوم (24 ساعة)، ثم قسمنا الناتج على عدد دقائق الساعة (60 دقيقة)، نجد أن الدقيقة الواحدة تساوي 34 سنة بحساب أعمارنا البشرية.
وأضاف موضحًا:"بعبارة أخرى، إذا عاش الإنسان 68 سنة، فإنه لم يقضِ في الدنيا إلا دقيقتين فقط وفقًا لمقياس الزمن الكوني!"، مستشهدًا بقوله تعالى:"قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين، قالوا لبثنا يومًا أو بعض يوم، فاسأل العادين، قال إن لبثتم إلا قليلًا."
خلق السماوات والأرض
وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن الزمن ليس موحدًا في الكون، ففي بعض الأماكن يكون اليوم بألف سنة، وفي أماكن أخرى يصل إلى خمسين ألف سنة أو حتى مليارات السنين. وهذا ما يفسر قول الله تعالى عن خلق السماوات والأرض في ستة أيام، التي قد لا تكون أيامًا بمعاييرنا البشرية المكونة من 24 ساعة، بل قد تمتد إلى مليارات السنين الكونية.
وأكد أن الإدراك البشري محدود للغاية أمام اتساع الكون، مشيرًا إلى أننا نعرف فقط جزءًا صغيرًا من الحقيقة الكبرى. وقال:"نحن في كون واسع جدًا، وما نعرفه حتى الآن لا يتجاوز السُّدس من حجمه الكلي!"
حقيقة تمدد الكون
في معرض حديثه عن حجم الكون، أوضح الدكتور علي جمعة أن القياسات الفلكية الحالية تقدر اتساعه بـ570 مليار سنة ضوئية، ومع ذلك، فإن ما تم اكتشافه حتى الآن لا يتجاوز 90 مليار سنة ضوئية، أي السدس فقط من الحجم الحقيقي!
وأضاف أن العالم المصري علي مصطفى مشرفة أشار في كتابه "الكون يزداد اتساعًا" إلى أن الكون يتمدد باستمرار، مما يعني أن القياسات الحالية قد تتضاعف لاحقًا، مستشهدًا بقوله تعالى:"وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا."
وأوضح أن هذا الامتداد المستمر للكون يجعل الإنسان يدرك ضآلة علمه مقارنة بعظمة خلق الله، ويؤكد أهمية التفكر والتأمل في آيات الكون، كما أمرنا الله تعالى بقوله:"الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض."
مفتاح السعادة والراحة
وفي حديثه عن الأوامر الإلهية، شدد الدكتور علي جمعة على أن التكليف الرباني ليس تقييدًا للإنسان، بل هو السبيل لحياة متزنة مليئة بالسعادة والراحة. وأوضح أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، لكن ذكر الله أعظم وأوسع أثرًا من الصلاة نفسها، كما قال تعالى:"ولذكر الله أكبر."
وأكد أن الإنسان الذي يلتزم بالتكليف الإلهي يعيش حياة مستقرة ومطمئنة، بينما من يعرض عن ذلك يعيش في قلق وضياع. واختتم حديثه بقوله:"من يسير على نهج الله، يجد في الدنيا راحته، وفي الآخرة فوزه."