فضيحة أمنية في سلاح الجو البريطاني.. "سياج حديقة" يحمي مقاتلات نووية

في تحقيق صادم، كشفت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية عن ثغرات أمنية "كارثية" في عدد من قواعد سلاح الجو البريطاني، تشمل ضعفًا مقلقًا في التحصينات المحيطة بمواقع حيوية تضم طائرات مقاتلة متطورة قادرة على حمل رؤوس نووية.

وبحسب التحقيق، فإن قواعد عسكرية حساسة لا تزال محاطة بسياجات لا يتعدى ارتفاعها 6 أقدام، أي ما يعادل سور حديقة منزلية يمكن تجاوزه بسهولة، في حين أن بعض النقاط مكشوفة تمامًا بلا حواجز أو مراقبة، الأمر الذي يجعلها عرضة للتسلل أو التخريب من قبل جهات معادية أو جماعات احتجاجية.

تسلل بلا مقاومة

وتصاعدت المخاوف الأمنية بعد حادثة الشهر الماضي، حينما نجح نشطاء من منظمة “فلسطين أكشن” في اختراق قاعدة "بريز نورتون" الجوية، إحدى أكبر منشآت سلاح الجو البريطاني، والتجول داخلها دون أن يُكتشف أمرهم، مما أسفر عن تخريب طائرتين عسكريتين.

ورغم تعهد المنظمة بتكرار هذه الهجمات ضد منشآت عسكرية أخرى، إلا أن الصحيفة البريطانية تؤكد أن التحصينات بقيت على حالها تقريبًا، دون تحسينات جوهرية.

ثغرات مكشوفة للعالم

التحقيق أشار إلى أن صور الأقمار الصناعية وتقنيات مثل "Google Street View" تتيح لأي جهة – حتى غير متخصصة – استكشاف تفاصيل البنية الدفاعية لتلك القواعد، بما في ذلك المناطق المكشوفة ونقاط الضعف التي يسهل استغلالها.

في إحدى القواعد التي تحتضن وحدة استخبارات جوية، يمتد 700 متر من محيطها عبر تحوطات خشبية ومعدنية منخفضة، تفتقر إلى الأسلاك الشائكة أو أي أنظمة ردع، وقربها توجد قاعدة لمقاتلات "تايفون" محمية بسياج حديقة تقليدي على امتداد أكثر من ميل ونصف.

أما في القاعدة المقرر أن تضم مقاتلات F-35 الجديدة، فلا يوجد سوى سياج شبكي منخفض يفتقر للأسلاك الشائكة لمسافة 200 متر، وهو الحاجز الوحيد بين الطائرات والمحيط الخارجي.

قواعد تدريب بلا حراسة

لم يكن الوضع أفضل في قواعد تدريب الضباط، إذ كشف التحقيق أن محيط إحدى المدارس العسكرية مكوّن من جدران حجرية متهالكة وأسوار خشبية مكسورة، إلى جانب عدة بوابات دخول مفتوحة أو غير محروسة، وبعضها لا يملك حتى لافتة تحذير.

وفي قاعدة أخرى مستهدفة، أظهرت الصور وجود بوابات صغيرة غير كافية لتغطية الفتحات في السياج، رغم محاولات متأخرة لتركيب أسوار حديدية جديدة في بعض المواقع.

الدفاع البريطانية توضح 

وزارة الدفاع البريطانية من جانبها أكدت أنها بدأت مراجعة شاملة للإجراءات الأمنية في أعقاب حادثة "بريز نورتون"، مشيرة إلى أن القواعد تعتمد على "مستويات متعددة" من الحماية تشمل أجهزة استشعار متطورة، ودوريات أمنية مسلحة، وعناصر بشرية وكلاب حراسة.

كما أوضحت أن هناك اعتبارات تتعلق بسلامة الطيران تحول دون تركيب أسوار عالية قرب المدرجات، لكنها شددت على أن الإجراءات الأمنية قيد التعزيز في جميع القواعد العسكرية.

مخاوف متزايدة داخل الأمنية والسياسية في بريطانيا

ويعكس التحقيق يعكس قلقًا متصاعدًا داخل الأوساط الأمنية والسياسية البريطانية، لا سيما في ظل التهديدات المتزايدة من جماعات احتجاجية مثل "فلسطين أكشن"، وكذلك من جهات استخباراتية أجنبية قد تستغل هذه الثغرات في صراعات مستقبلية، ما يطرح سؤالًَا هل بريطانيا مستعدة لحماية ترسانتها النووية؟.