صلاة باطلة أم صحيحة؟.. الأزهر يجيب عن حكم ترك السجدة الثانية

يتساءل كثير من المصلين عن صحة صلاتهم إذا اختلّ فيها ركن من أركانها، مثل السجدة الثانية  أو الركوع أو التشهد، ومن بين هذه الأسئلة ما ورد إلى لجنة الفتوى بالأزهر الشريف مؤخرًا حول موقف من نسي إحدى السجدتين في ركعة من صلاته ثم سلم مع الإمام، فما الحكم الشرعي؟.

في فتوى حديثة أجاب عنها الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، ورد إليه سؤال من أحد المواطنين مفاده: كنت أصلي الظهر جماعة ولم أسمع تكبيرة الإمام فسجدت سجدة واحدة فقط في الركعة الرابعة، ثم سلمت مع الإمام، فهل صلاتي صحيحة؟

نص الفتوى كما ورد عن السجدة الثانية 

أوضح الدكتور عطية لاشين أن الصلاة عبادة لا تتم إلا بأركانها الأساسية، وأن الإخلال بأي ركن منها يؤدي إلى بطلانها، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين" [البقرة: 43]، وبحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي".

وأكد أن للصلاة أركانًا لا تصح إلا بها، وإذا اختل أحدها بطلت الصلاة، إذ يكون البنيان غير مستقر ومزعزعًا.

ما هي أركان الصلاة التي لا تصح بدونها؟

عدد عضو لجنة الفتوى بالأزهر الأركان الأساسية للصلاة التي يجب الالتزام بها على النحو التالي:

• النية.
• تكبيرة الإحرام.
• القيام مع القدرة.

قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة عند جمهور العلماء، استنادًا لحديث: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".

الركوع والطمأنينة فيه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته: "ثم اركع حتى تطمئن راكعًا".

• الاعتدال من الركوع.
• السجود والطمأنينة فيه.
• الجلوس بين السجدتين والطمأنينة.
• الجلوس الأخير والتشهد الأخير.
• الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير.

التسليمة الأولى للخروج من الصلاة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "تحريمها التكبير وتحليلها التسليم".

حكم من سجد سجدة واحدة فقط في الركعة الأخيرة

قال الدكتور عطية لاشين بوضوح، إن المأموم الذي نسي السجدة الثانية في الركعة الأخيرة ثم سلّم مع الإمام، فإن صلاته باطلة لأن أحد الأركان الأساسية – وهو السجود – لم يُؤدَّ بشكل كامل.

وأضاف أن الركعة التي لم تكتمل بالسجدتين تعتبر باطلة، وبالتالي فإن الصلاة تكون ناقصة ما لم يتم تدارك هذا الخطأ.

ماذا يفعل من نسي سجدة وسلّم مع الإمام؟

في حال نسي المصلي سجدة واحدة في الركعة الأخيرة، وتذكر ذلك مباشرة بعد التسليم وهو لا يزال في موضعه، فإن عليه أحد الخيارين:

أن يسجد السجدتين الناقصتين فورًا، ثم يتشهد مرة أخرى، ويسلم.

أو أن يأتي بركعة كاملة بدلًا من الركعة التي لم تكتمل.

أما إذا لم يتذكر إلا بعد مغادرة المسجد أو الوصول إلى البيت، فإن عليه إعادة الصلاة كاملة من بدايتها، أي الأربع ركعات من جديد.

فتوى واضحة من الأزهر: لا تساهل في أركان الصلاة

أنهى الدكتور لاشين فتواه بالتأكيد على أهمية الطمأنينة ومراجعة كل ركن من أركان الصلاة أثناء أدائها، مشيرًا إلى أن الإخلال بأي ركن يبطل الركعة وقد يُبطل الصلاة بأكملها، خاصة إذا لم يتم تدارك الخطأ في الوقت المناسب.