"رويترز": حزب الله يرجع ترسانته ويعيد التفكير في دوره بلبنان

كشفت عدة تقارير ومصادر لبنانية مطلعة أن حزب الله بدأ مراجعة داخلية عميقة تشمل إعادة تقييم دوره العسكري والسياسي عقب التصعيد الأخير مع إسرائيل.

مؤشرات على احتمال تخفيف العبء العسكري
وتُجرى هذه المراجعة في أجواء من السرية، وسط مؤشرات على احتمال تخفيف العبء العسكري للجماعة دون التخلي التام عن السلاح.
وبحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصدر أمني ومسؤول لبناني رفيع، فإن النقاشات داخل الحزب تتناول حجم الأسلحة التي يحتفظ بها، في ظل تساؤلات حول مدى الدعم الإيراني المستقبلي، خاصة بعد الضغوط المتزايدة والتكلفة السياسية المرتفعة التي باتت تُثقل كاهل الحزب داخليًا وخارجيًا.
وأشار أحد المسؤولين المطلعين على فحوى الاجتماعات إلى أن لجانًا صغيرة من كوادر الحزب تجتمع دوريًا، سواء بشكل مباشر أو عبر الإنترنت، لمناقشة ملفات حساسة تتعلق ببنية القيادة، ودور الحزب في الحياة السياسية، والأنشطة الاجتماعية، إلى جانب مستقبل ترسانته.

قناعة الحزب بتخفيف القوة العسكرية الهائلة
وبحسب ما أفادت به مصادر أخرى، فإن الحزب توصل إلى قناعة بأن القوة العسكرية الهائلة التي راكمها، خصوصًا الصواريخ والطائرات المُسيّرة، تحولت إلى عبء أكثر منها وسيلة ردع، في ظل المخاوف من اندلاع مواجهة شاملة مع إسرائيل، وهو ما وصفه أحدهم بأن "فائض القوة بات عبئًا ثقيلًا".
وتتضمن المداولات اقتراحًا بتسليم جزء من الأسلحة المنتشرة في مناطق مختلفة من لبنان، خاصة تلك التي تشكل تهديدًا نوعيًا كالصواريخ المتقدمة والطائرات بدون طيار، وذلك ضمن شروط أبرزها انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب ووقف الغارات الجوية.
مع ذلك، تؤكد المصادر أن الحزب لا يعتزم التخلي كليًا عن سلاحه، بل ينوي الاحتفاظ بقدرات محددة مثل الأسلحة الخفيفة والصواريخ المضادة للدروع، تحسبًا لأي تهديدات قد تطرأ في المستقبل.
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه تعليق رسمي من حزب الله حول هذه الأنباء، جدد الجيش الإسرائيلي موقفه بأنه سيواصل عملياته في الشمال، مؤكدًا التزامه بمنع أي تهديد محتمل من الأراضي اللبنانية، وفقًا لتصريحاته.