كاليفورنيا تشتعل.. حرائق مُدمرة تجتاح مناطق واسعة من الولاية

تشهد ولاية كاليفورنيا موجة حرائق واسعة النطاق تُعد من بين الأشد هذا العام، في ظل درجات حرارة مرتفعة وجفاف حاد يفاقمان من خطورة الوضع.

وتأتي تلك الكارثة البيئية قبل أيام من احتفالات يوم الاستقلال الأمريكي، حيث تشهد الولاية عادةً توافدًا كثيفًا على المناطق الطبيعية.
ويُعد "حريق مادري" الأكبر حتى الآن في موسم 2025، بعد أن اندلع منتصف هذا الأسبوع في منطقة نائية جنوب شرقي مقاطعة سان لويس أوبيسبو، وتوسع بسرعة ليتممد على أكثر من 142 كيلومترًا مربعًا من الأراضي العشبية، وسط جهود مضنية من فرق الإطفاء التي لم تتمكن من السيطرة إلا على 5% فقط من الحريق.
إصدار أوامر إجلاء وتحذيرات لسكان المناطق القريبة من الطريق السريع
وتسهم الرياح الجبلية القوية والتضاريس الوعرة في تسريع انتشار النيران، ما دفع السلطات إلى إصدار أوامر إجلاء وتحذيرات لسكان المناطق القريبة من الطريق السريع 166، مع تنامي القلق من اقتراب الحريق من محمية «كاريزو بلين» الطبيعية الواقعة على بُعد نحو 72 كيلومترًا شرق سانتا ماريا.
وتقع المناطق المتضررة على بعد قرابة 200 كيلومتر شمال غرب مدينة لوس أنجلوس، وتُعرف بجمالها الطبيعي، خصوصًا في فصل الربيع، حيث تتحول إلى لوحة طبيعية من الزهور البرية الملونة.

خبير يوضح أسباب الانتشار السريع للحرائق
وأوضح خبير الأرصاد الجوية، ريان كيتيل، أن نشاط الرياح في ساعات المساء كان عاملاً حاسمًا في تفاقم الأزمة، إذ تصل سرعتها أحيانًا إلى 64 كيلومترًا في الساعة، بينما تستمر درجات الحرارة في التحليق فوق 35 درجة مئوية، ما يجعل السيطرة على النيران أكثر تعقيدًا.

وبحسب تقارير إعلامية لم يقتصر الأمر على "حريق مادري"، بل اندلعت عشرات الحرائق الأخرى في أنحاء متفرقة من كاليفورنيا، مما يعكس هشاشة الوضع البيئي واستعدادات الطوارئ في الولاية، التي تواجه موسمًا نارياً يُتوقع أن يكون من بين الأعنف في تاريخها الحديث.
وتشير التطورات الحالية إلى أن كاليفورنيا تواجه تحديًا متصاعدًا مع اشتداد موسم الحرائق، وسط ظروف مناخية قاسية وصعوبة في احتواء النيران.