نواب محافظة سوهاج أين انتم. منذ انتخابكم. نخاطبكم اليوم ونحن علي اعتاب. الدورة البرلمانية وعلي باب انتخابات مجلس النواب القادم. والمواطن السوهاجي لم يشعر بتحسن. خلال الدوره المنقضية ومن قلب المعاناة التي يعيشها المواطن السوهاجي، معاناة يومية لم تعد تُحتمل، وآمال بدأت تتآكل بفعل الصمت والتجاهل. لقد انتخبكم المواطنون لأنهم رأوا فيكم الأمل في التغيير، صوتهم الذي يحمل همومهم إلى قبة البرلمان، ولكن بعد أربع سنوات، بات السؤال المؤلم يتردد على الألسنة: أين أنتم من المواطن؟
أربع سنوات مرت، لم يشعر خلالها المواطن بوجود حقيقي لكم. لا مبادرات ملموسة، ولا حلول جذرية، ولا حتى تواصل منتظم مع دوائركم. كل ما رأيناه في الآونة الأخيرة صور منشورة على صفحات التواصل الاجتماعي، وإعلانات تدعو الأهالي إلى زيارة مقراتكم لعرض مشكلاتهم. هل تكفي هذه الظهور المتأخرة لتغطية سنوات من الغياب؟ وهل باتت مصالح المواطنين تُدار عبر الصور والمنشورات؟
محافظة سوهاج ليست بحاجة إلى الشعارات، بل إلى حلول عاجلة لمشكلات متراكمة في قطاعات تمس حياة الناس.
في قطاع الصحة، يعيش المواطن معاناة حقيقية، تبدأ من نقص المستشفيات وضعف الإمكانات، ولا تنتهي عند أبواب وحدات صحية متهالكة لا يجد فيها المريض طبيبًا أو دواء. أما التعليم، فهو في حالة يرثى لها، مدارس قديمة، فصول مكتظة، مناهج مرهقة، ومعلمون يعملون في ظروف صعبة دون دعم حقيقي.
الطرق داخل المحافظة وخارجها، أصبحت مصدرًا للخطر لا وسيلة للتنقل. الحفر والمطبات والغياب التام لأعمال الصيانة تسبب الحوادث وتعطل مصالح الناس. ولا يمكن الحديث عن التنمية في سوهاج دون التطرق إلى أزمة الصرف الصحي التي تحاصر القرى، فتغرق الشوارع وتُهدد الصحة العامة.
هل تدركون حجم الأعباء التي تتحملها الأسر في ظل هذا الواقع؟ البطالة تفتك بالشباب، الأسعار ترتفع يومًا بعد يوم، والخدمات الأساسية لا ترتقي إلى الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية. المواطن لم يعد يطلب الكثير، فقط يريد أن يشعر أن هناك من يمثله بحق، من يسمع صوته ويهتم بمعاناته.
إننا لا نكتب هذه الرسالة بدافع الهجوم، بل من منطلق المسؤولية والواجب. نطالبكم، باسم من انتخبوكم، أن تتحركوا بجدية، أن تتواجدوا بين الناس لا في المكاتب، وأن تستخدموا أدواتكم الرقابية والتشريعية بما يخدم المواطن لا مصالح فردية أو حزبية.
نريد أن نرى منكم مواقف شجاعة، ومتابعة حقيقية، وتواصلًا دائمًا مع الشارع. نريد تقييمًا دوريًا لأدائكم، ومساءلة حقيقية لكل من يقصّر في حق الناس.
ختامًا، لم يعد المواطن في سوهاج بحاجة إلى كلمات، بل إلى أفعال. لم يعد يثق في التصريحات، بل ينتظر منكم مواقف تُشعره أنه لم يخطئ في اختياره. فهل أنتم على قدر هذه المسؤولية؟
"نواب سوهاج: أين أنتم؟ المواطن ينتظر الإجابة".