"البنتاجون يراجع حساباته".. إدارة ترامب توقف نزيف السلاح إلى أوكرانيا
في تحول لافت في السياسة الدفاعية الأمريكية، أكد المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، أن إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب جاءت لتعيد ترتيب الأولويات، ووقف الاستنزاف غير المحسوب لمخزونات السلاح الأمريكية الذي جرى خلال فترة إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
تسليح أوكرانيا دون تقييم حقيقي لحجم الذخائر
وفي هذا الصدد أشار بارنيل خلال مؤتمر صحفي إلى أن السياسات السابقة اعتمدت على تسليح أوكرانيا دون تقييم حقيقي لحجم الذخائر المتوفرة أو حاجة الجيش الأمريكي الفعلية، قائلاً: "لقد كنا نرسل الذخائر لسنوات دون أن نتوقف لحظة للتفكير في ما تبقى لدينا".
وأوضح بارنيل أن الإدارة الجديدة تولي أولوية قصوى لأمن الولايات المتحدة الداخلي، مضيفًا: "انتُخب الرئيس ترامب ليعيد الولايات المتحدة إلى مركز الاهتمام، ولتكون قراراتنا نابعة من مصالحنا الوطنية أولًا".
تجميد شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا
وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة "بوليتيكو" عن تجميد شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، في ظل تقارير تؤكد أن المخزونات الأمريكية باتت في وضع حرج.
وجاء التأكيد الرسمي من المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، التي أعلنت أن القرار يأتي حفاظًا على القدرات الدفاعية الأمريكية، مشيرة إلى أنه "لا يمكن المجازفة بأمن الولايات المتحدة على حساب حرب طويلة الأمد في أوروبا".
الجانب الروسي يعلق على تلك التطورات
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على هذه التطورات بقوله: "كلما تراجعت الإمدادات لأوكرانيا، اقتربنا أكثر من إنهاء العملية العسكرية الخاصة"، في إشارة إلى تصاعد الآمال الروسية بإنهاك خصمها تدريجياً.
هذا التحول في الموقف الأمريكي يعكس تحوّلًا أوسع في الحسابات الاستراتيجية للبيت الأبيض، في وقت تتزايد فيه الدعوات للتركيز على الداخل الأمريكي بدلًا من خوض حروب بالوكالة.
الصراع الروسي الأوكراني
ويظل الصراع الروسي الأوكراني من أكثر النزاعات تعقيدًا وتشابكًا في العالم الحديث، حيث تتداخل فيه الحسابات الجيوسياسية مع إرث التاريخ وصراع الهوية. ومع استمرار العمليات العسكرية دون أفق واضح للتسوية، تتفاقم معاناة المدنيين وتتزايد الانقسامات الدولية. وبينما تسعى الأطراف لتحقيق مكاسب على الأرض، يبقى الحل السياسي هو الأمل الوحيد لإنهاء الحرب واستعادة الاستقرار في المنطقة والعالم.
