عاجل

شوقي علام: صلاة التراويح جالسا لعذر شرعي لا ينقص من الأجر

هل ينقص أجر من يصلي
هل ينقص أجر من يصلي التراويح جالسًا؟ فتوى دار الإفتاء

يتساءل الكثيرون حول حكم الشرع فيمن يصلي التراويح جالسًا لوجود عذر شرعي.  وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى تُوضح هذا الأمر، مُستندة إلى نصوص قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، بالإضافة إلى أقوال أهل العلم.

أجر كامل للمُعذور

أكدت دار الإفتاء المصرية، على لسان فضيلة المفتي السابق الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية السابق، أن من يصلي التراويح جالسًا بسبب عذر شرعي، كالمرض أو الإعاقة التي تمنعه من القيام، يُكتب له الأجر كاملًا، كمن يصليها قائمًا، دون أي نقصان.  ويُستند في ذلك إلى الحديث الشريف:  "إِذَا مَرِضَ العَبْدُ أَوْ سَافَرَ؛ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا" (رواه البخاري). 
هذا الحديث يُبين بوضوح أن الله -عز وجل- يُكافئ العبد المُعذور بأجرٍ مُساوي لأجر القائم.

صلاة القاعد نصف صلاة القائم

وأكد علام، أن الحديث الشريف "صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم" (رواه أحمد والنسائي وابن أبي شيبة) .. خاص بمن يصلي جالسًا وهو قادر على القيام دون عذر، أما المُعذور فلا ينطبق عليه هذا الحديث.

فضل صلاة التراويح وقيام رمضان

وحثت دار الإفتاء على أهمية المحافظة على صلاة التراويح في رمضان، لما لها من فضل عظيم، مُستشهدة بحديث النبي ﷺ:" مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (رواه مسلم وأحمد).

كما ذكرت فضل إتمام صلاة التراويح مع الإمام حتى ينصرف، حيث يُكتب لصاحبه أجر قيام ليلة كاملة، حسب الحديث الشريف:" مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ؛ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ" (رواه الترمذي).

القيام في الصلاة: فرض ونافلة

كما أوضحت الفتوى أن القيام ركنٌ أساسي في الصلوات المفروضة لمن يستطيع القيام، كما جاء في قوله تعالى:﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ (سورة البقرة: 238).

أما في النوافل، كالتراويح، فيجوز أداؤها قاعدًا، حتى لغير المُعذور، إلا أن القيام أفضل إن استطاع المصلي.

اتفاق الفقهاء

واتفق أئمة المذاهب الأربعة (الحنفية، المالكية، الشافعية، الحنابلة) على أن القيام ركن في الصلاة المفروضة، وأن النوافل تُصلى قاعدًا أو قائمًا، وأن المُعذور يُكتب له الأجر كاملًا سواء في الصلاة المفروضة أو النافلة.  

ونقلت الفتوى أقوالًا لعلماء كبار كابن حجر في "فتح الباري" والإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" تؤكد ذلك.

وأكدت الفتوى أن من يصلي التراويح جالسًا لعذر شرعي ينال الأجر كاملًا دون نقصان،  وأن فضل الله واسع، ولا يُنقص من أجر المُعذور شيئًا.  وتُوصي المسلمين بالحرص على قيام رمضان واغتنام فضل صلاة التراويح.

تم نسخ الرابط