الأدب والموسيقى يضيئون سماء روما:أمسية مصرية مبهرة بـالأكاديمية المصرية للفنون

في سهرة استثنائية جمعت بين الكلمة واللحن واللون، نظّمت الأكاديمية المصرية للفنون بروما، برئاسة الدكتورة رانيا يحيى، أمسية ثقافية وفنية تحت عنوان "الأدب المصري بين الماضي والحاضر"، حضرها لفيف من الأدباء والمبدعين المصريين والإيطاليين، بحضور السفيرة إيناس مكاوي ممثلة الجامعة العربية، لتؤكد على الحضور المتزايد للثقافة المصرية في قلب أوروبا.

نخبة من رموز الأدب المصري في حوار مع التاريخ

شهدت الندوة مشاركة لافتة من الروائية والكاتبة والإعلامية الدكتورة صفاء النجار، التي قدمت رؤية عميقة حول تحولات السرد الأدبي المصري وأثره العالمي، مدعّمة مداخلتها بمقتطفات من أعمالها الروائية لتعريف الجمهور الإيطالي بخصوصية الأدب المصري المعاصر.
فيما تناولت الكاتبة الصحفية والروائية نوال مصطفى تطور الأدب المصري من جيل الرواد وحتى الآن، متوقفة عند لحظات التحول الكبرى وتأثيرها في الأجيال الجديدة.
أما الدكتورة وفاء البيه، أستاذة النقد الأدبي والمترجمة، فقدّمت مداخلة تحليلية ثرية عن مسيرة النقد الأدبي المصري، انطلاقًا من طه حسين والعقاد، وصولًا إلى الأصوات النقدية النسائية المعاصرة، بأسلوب مشوّق لاقى إعجاب الجمهور.

“من وحي إفريقيا”.. معرض تشكيلي يحتفي بجمال القارة

وفي إطار الأمسية، الأكاديمية المصرية للفنون افتتحت الدكتورة رانيا يحيى معرضًا فنيًا بعنوان "من وحي إفريقيا" للفنانة التشكيلية الدكتورة ماجدة سعد الدين، التي استلهمت أعمالها من رحلاتها المتعددة في القارة السمراء.
تنوّعت اللوحات بين التجريد والتعبير، حاملة في طياتها ملامح من التراث الإفريقي والحياة اليومية. وقد لاقى المعرض استحسان الحضور، خاصة الكتالوج الفني الذي وُزّع ضمن الفعالية، باعتباره وثيقة توثق لتجربة فنية وإنسانية ثرية.

دويتو موسيقي مدهش يجمع بين البيانو والهارب

مسك الختام كان عرضًا موسيقيًا بديعًا، تألق فيه عازفة الهارب العالمية منال محيي الدين، بمصاحبة عازف البيانو الشاب سيف الدين شريف، ابن شقيقها، في لقاء موسيقي يُقام لأول مرة يجمع بين البيانو والهارب.
امتزجت أنغام الشرق والغرب في دويتو موسيقي راقٍ بـ الأكاديمية المصرية للفنون، أدهش الحضور الإيطالي والمصري على حد سواء، وشكّل لحظة إنسانية وفنية لا تُنسى في تاريخ فعاليات الأكاديمية.

رانيا يحيى: نفتح نوافذ للحوار الثقافي بين الماضي والحاضر

في كلمتها الختامية، أكدت الدكتورة رانيا يحيى أن هذه الأمسية تأتي ضمن رؤية الأكاديمية لتعزيز التواجد الثقافي المصري في أوروبا، وفتح مساحات للحوار بين الماضي والحاضر، من خلال الجمع بين الأدب والموسيقى والفن التشكيلي، في رسالة تؤكد على تكاملية الفنون.
وأشادت بالحضور الكبير من المثقفين والفنانين الإيطاليين، الذين تفاعلوا مع الأمسية، واعتبروا أن ما تقدّمه الأكاديمية يرسّخ حضور مصر كمركز إشعاع ثقافي عالمي.