تحليل بالأرقام.. هل يحتاج الهلال السعودي عبدالرزاق حمدالله؟

قبل مواجهة من العيار الثقيل أمام فلومينينسي البرازيلي في ربع نهائي كأس العالم للأندية 2025، فاجأ الهلال السعودي الجميع بتعاقده مع المهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله، في خطوة فتحت باب الجدل حول مدى حاجة الفريق لهذا النوع من المهاجمين، خاصة في ظل وجود البرازيلي ماركوس ليوناردو الذي تولى قيادة الهجوم الأزرق خلال البطولة بعد إصابة المهاجم الأساسي ألكسندر ميتروفيتش.
وبينما يرى البعض أن التعاقد مع حمدالله جاء لسد فراغ غياب ميتروفيتش، يرى آخرون أن أرقامه تتحدث عن قيمة هجومية يصعب تجاهلها، وربما تقدم للهلال تنوعًا مهمًا في خياراته الهجومية، خصوصًا مع اختلاف أسلوبه عن ليوناردو.
المقارنة الرقمية: حمدالله يتفوق تهديفيًا.. ولكن
بالنظر إلى أرقام حمدالله في الموسم الماضي من الدوري السعودي مع فريق الشباب، يتضح أنه خاض 26 مباراة من أصل 34، وسجل 21 هدفًا منها 8 من ركلات الجزاء، بمعدل تهديفي ممتاز، وقدم تمريرتين حاسمتين. بينما لعب ليوناردو 24 مباراة وسجل 17 هدفًا فقط، بينهم ركلتي جزاء، وصنع هدفين.
من حيث الفعالية أمام المرمى، سدد حمدالله 70 كرة منها 37 على المرمى، مقابل 57 تسديدة لليوناردو منها 28 فقط بين القائمين والعارضة. كما سجل المغربي 20 فرصة كبيرة، مقابل 15 للبرازيلي، مع تفوق ليوناردو في عدد الفرص الضائعة (18 مقابل 16).
تنوع التسجيل والتمركز
في توزيع الأهداف، يُظهر حمدالله تنوعًا ملحوظًا، حيث سجل 14 هدفًا بالقدم اليمنى و4 باليسرى و3 بالرأس، وكل أهدافه جاءت من داخل منطقة الجزاء، ما يعكس تمركزه كمهاجم صريح كلاسيكي. بالمقابل، جاءت أهداف ليوناردو أكثر تنوعًا من حيث المسافة؛ إذ سجل 15 هدفًا من داخل المنطقة و2 من خارجها، ووزعها بين القدم اليمنى (8)، اليسرى (4)، والرأس (5).
ويبدو أن ليوناردو أكثر ميلاً للحركة خارج الصندوق، وهو ما تؤكده أرقامه في اللمسات (563 لمسة في الدوري) مقارنة بـ1067 لحمدالله، ما يعني أن البرازيلي يشارك في بناء اللعب بشكل أكبر، بينما يركّز المغربي على التمركز وإنهاء الهجمات.

فارق في الأهداف المتوقعة
رغم أن حمدالله سجل 21 هدفًا، إلا أن الأهداف المتوقعة له كانت 19.52، ما يدل على كفاءته التهديفية العالية. أما ليوناردو، فسجل 17 هدفًا رغم أن أهدافه المتوقعة كانت فقط 1.86، ما يُعد رقمًا غير منطقي على الأرجح وربما يشير إلى خلل في تقدير النموذج أو مشكلة في العينة، أو خطأ في جمع البيانات.
ماذا قدم ليوناردو في كأس العالم للأندية؟
استغل ماركوس ليوناردو إصابة ميتروفيتش ليخطف الأضواء في كأس العالم للأندية 2025. شارك في المباريات الأربع التي خاضها الهلال في البطولة، وتمكن من تسجيل 3 أهداف من داخل منطقة الجزاء. رغم أنه لم يصنع أهدافًا، إلا أن تحركاته كانت مؤثرة، إذ سدد 10 كرات، منها 4 على المرمى، وأضاع 4 فرص كبيرة، ونال بطاقة صفراء واحدة، ولمس الكرة 94 مرة.
هذه الأرقام تؤكد أن ليوناردو يقدم أداءً هجوميًا جيدًا في بطولة كبرى مثل كأس العالم، لكنه أضاع فرصًا حاسمة في مباريات كان الهلال يحتاج فيها إلى دقة أكبر أمام المرمى.
حمدالله خيار إضافي أم حاجة ملحة؟
يتضح أن عبدالرزاق حمدالله يمثل قيمة تهديفية واضحة للهلال، خاصة في المباريات التي تحتاج لحسم من داخل منطقة الجزاء. البرازيلي ماركوس ليوناردو لاعب أكثر حركية ومهارة في التحرك، لكنه لا يملك نفس اللمسة القاتلة التي يتميز بها المغربي.
وبالتالي، فإن التعاقد مع حمدالله قد لا يكون مجرد تعويض مؤقت لغياب ميتروفيتش، بل إضافة هجومية بخبرة كبيرة، قد يحتاجها الهلال في الأدوار الإقصائية، خاصة إذا استمر ليوناردو في إهدار الفرص السهلة.