خالد الجندي: الصلاة على النبي تشمل ستة أبعاد روحية عميقة

تناول الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أبعاد الصلاة في الإسلام، موضحًا أن الصلاة على النبي محمد ﷺ تتجاوز البعد التقليدي المعروف، وتشمل ستة أنواع من الصلوات التي تكشف مكانة النبي وعلاقة المؤمنين بالله.
الصلاة على النبي
وأشار الجندي خلال برنامج لعلهم يفقهون إلى أن الله تعالى خص النبي محمد بصلاة فريدة، حيث قال: “إن الله وملائكته يصلون على النبي”، موضحًا أن الصلاة من الله هي رحمة، ومن الملائكة استغفار، ومن المؤمنين دعاء. كما أكد أن النبي نفسه يصلي على المؤمنين ويدعو لهم، خاصة للمنفقين وأهل الكرم، استنادًا إلى الآية الكريمة: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلِّ عليهم إن صلاتك سكن لهم”.
وأضاف خالد الجندي أن الصلاة على النبي تعكس حب الله لنبيه، لدرجة أنه لم يجعل لأحد فضلًا عليه إلا لله وحده. وأوضح أن النبي تربى في كنف الله منذ طفولته، مشيرًا إلى الآيات التي تبرز رعاية الله للنبي مثل: “ألم يجدك يتيمًا فآوى”، و”ووجدك ضالًا فهدى”، و”ووجدك عائلًا فأغنى”.
كما سلط الضوء على مفهوم “التمرد” في القرآن، مؤكدًا أن التمرد هو الخروج عن الطاعة، مستشهدًا بقوله تعالى: “ومن أهل المدينة مردوا على النفاق”. وبيّن أن الكذب المتكرر يتحول إلى صفة متأصلة في النفس، ما يوضح دقة التعبيرات القرآنية في وصف أحوال القلوب.
وختم الشيخ خالد الجندي حديثه بدعوة المسلمين إلى التمسك بحب النبي والتضرع بالصلاة عليه، لما تحمله هذه العبادة من بركة ورحمة واستغفار، تعزز علاقة العبد بربه وتفتح له أبواب الخير.
الفرق بين كلمتي “السَّوء” و”السُّوء”
في حديثه على برنامج “لعلهم يفقهون”، أوضح الشيخ خالد الجندي الفرق بين كلمتي “السَّوء” و”السُّوء” في القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن لكل منهما دلالة خاصة تختلف عن الأخرى.
أشار الجندي إلى أن كلمة “السَّوء” (بفتح السين) تُستخدم للإشارة إلى الذنب والمعصية، كما في قوله تعالى: “لنصرف عنه السوء والفحشاء”، أي الذنوب والأفعال القبيحة.
أما “السُّوء” (بضم السين)، فتُستخدم للدلالة على الهلاك والعذاب، كما في قوله تعالى: “عليهم دائرة السوء”، أي دائرة الهلاك التي تحيط بالإنسان نتيجة أعماله السيئة.
وأكد الشيخ أن القرآن الكريم يرسّخ مبدأ الجزاء من جنس العمل، موضحًا أن من يدبّر الشرّ للآخرين يعود عليه هذا الشرّ، فيتحقق القانون الإلهي: “ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله”.
وأضاف الجندي أن هذه “الدائرة القدرية” تعني أن أي تجاوز في حق الآخرين يعود في النهاية على صاحبه، مُذكّرًا بقول النبي ﷺ: “كما تدين تُدان”.
بهذه التفرقة، يتجلى إعجاز اللغة في القرآن الكريم، حيث تحمل كل كلمة دلالتها الدقيقة، وتُعبر عن مفهوم عميق يرسّخ قيم العدل الإلهي في الكون.