خالد الجندي: ستذوق من نفس الكأس اللي سقيت بيه غيرك (فيديو)

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن هناك فرقًا دقيقًا بين كلمتي "السوء" و"السوء" في القرآن الكريم، حيث إن الأولى بضم السين تعني الذنب والمعصية، كما في قوله تعالى: "لنصرف عنه السوء والفحشاء"، وقوله: "إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة"؛ أما الثانية بفتح السين، فلا تُستخدم إلا بمعنى الهلاك والعذاب، كما ورد في قوله تعالى: "عليهم دائرة السوء".

دائرة الهلاك
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء، أن هذه الدلالة تؤكد أن الجزاء من جنس العمل، فمن يتربص بالناس المكر والسوء، فإنه يقع في دائرة الهلاك التي رسمها لهم، مشيرًا إلى أن هذه سنة إلهية ماضية، حيث يُجازى الإنسان بنفس الفعل الذي قام به تجاه الآخرين، مستشهدًا بالقاعدة القرآنية: "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله".

قانون إلهي حتمي
ولفت الشيخ خالد الجندي إلى أن مفهوم "دائرة السوء" في القرآن الكريم يشير إلى قانون إلهي حتمي، حيث إن الظلم والمكر يعودان على صاحبهما في النهاية.

إحاطة الأذى بالإنسان
وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن الدائرة تعني إحاطة الأذى بالإنسان من كل جانب، تمامًا كما تدور الدائرة حول نقطة محددة، مشيرًا إلى أن من يسعى لإيذاء الآخرين، سيجد نفسه يومًا ما داخل هذه الدائرة، مؤكدا أن هذه القاعدة الربانية تنطبق على كل من يرتكب الظلم، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "كما تدين تُدان"، ومؤكدًا أن الإنسان سيذوق من نفس الكأس التي سقاها لغيره، سواء كان ذلك خيرًا أو شرًا.

من ناحية أخرى؛ قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن قراءة القرآن بالتشكيل أمر ضروري لحفظ معانيه وعدم الوقوع في أخطاء قد تؤدي إلى تحريف المعنى، مشيرًا إلى أن هناك فرقًا جوهريًا بين قراءة القرآن بالتجويد وقراءته بالتشكيل.

تغيير المعنى
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين، أن التجويد سنة لكنه ليس فرضًا، بينما التشكيل إلزامي، لأن أي خطأ في التشكيل قد يؤدي إلى تغيير المعنى تمامًا، مستشهدا بقوله تعالى في سورة التوبة: "وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ"، موضحًا أن نطق كلمة "وَرَسُولُهُ" بالضم يجعلها معطوفة على لفظ الجلالة، أي أن الله ورسوله بريئان من المشركين، أما إذا قرأها أحد بالجر "وَرَسُولِهِ" بالخطأ، فسيكون المعنى أن الله بريء من المشركين ومن الرسول، والعياذ بالله، وهذا تحريف خطير لا يجوز.