عاجل

قوانين ترامب تشعل واشنطن.. والجمهوريون علي رأس المعارضين

الرئيس الأمريكي،
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب

شهد مجلس النواب الأمريكي انقسامًا غير مسبوق داخل صفوف الحزب الجمهوري حول مشروع قانون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضخم للضرائب والإنفاق، بعدما صوّت خمسة مشرعين جمهوريين ضد القانون، وفقًا لما أوردته شبكة "فوكس نيوز".

ترامب ورفضه مشروع القانون

ويُعد هذا المشروع، الذي تبلغ قيمته 3.4 تريليون دولار، أحد أبرز وعود ترامب في ولايته الثانية، إذ يشمل تخفيضات ضريبية كبيرة، وتوسيعًا في سلطات الهجرة، وتمويلًا عسكريًا واسعًا، بالإضافة إلى بنود جديدة تتعلق بوقف تمويل برامج تعليمية اتحادية مثيرة للجدل، وهو ما أثار عاصفة سياسية واسعة.

وقال ترامب في تصريحات غاضبة بعد تصويت المعارضين: "يجب أن يكون هذا التصويت (نعم) سهلًا على الجمهوريين، وما يحدث سخيف".

ورفض مشروع القانون كل من توماس ماسي (كنتاكي)، وكيث سيلف (تكساس)، وفيكتوريا سبارتز (إنديانا)، وأندرو كلايد (جورجيا)، وبريان فيتزباتريك (بنسلفانيا)، إلى جانب أصوات ديمقراطية، وامتنع عدد آخر من الجمهوريين عن التصويت، مما دفع ترامب ورئيس مجلس النواب مايك جونسون إلى شن حملة مكثفة لإقناع المعارضين.

"مشروع ترامب الكبير".. تخفيضات واشتباكات داخلية

يتضمن القانون تمديد التخفيضات الضريبية، وإعفاء ضريبي إضافي للأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى إنشاء حسابات توفير للمواليد الجدد تُموّل من أموال دافعي الضرائب، كما يسمح بخصم حتى 10 آلاف دولار من فوائد قروض السيارات الأمريكية الصنع، ويزيد الإنفاق على الأمن الداخلي والدفاع بمئات المليارات، منها 170 مليارًا لحملة ترامب على الهجرة، و160 مليارًا أخرى لوزارة الدفاع، منها جزء مخصص لنظام "القبة الذهبية" الدفاعي الجديد.

لكن ما فجر الأزمة مؤخرًا كان إدراج بند بوقف تمويل بعض البرامج التعليمية الاتحادية التي قال ترامب إنها "تروج لأيديولوجيات يسارية متطرفة"، في إشارة إلى مناهج تشمل نظرية العرق والهوية الجندرية، ما أثار غضب المعلمين ونقابات التعليم، وكذلك انقسامًا حتى داخل الحزب الجمهوري نفسه.

ديون جديدة ومعارضة داخلية

وبحسب تقييم مكتب الميزانية في الكونغرس، فإن المشروع بنسخته الحالية سيرفع الدين الوطني بمقدار 2.4 تريليون دولار، فيما تصل الزيادة إلى 3.3 تريليون في نسخة مجلس الشيوخ، كما سيؤدي المشروع إلى تقليص برنامج "ميديكيد" الصحي، وخفض مساعدات الغذاء (SNAP)، ما يعني فقدان 12 مليون شخص تغطيتهم الصحية، وتراجع متوسط دخل الأسر الأكثر فقرًا بمقدار 1600 دولار سنويًا، في حين ستحصل أغنى 10% من الأسر على زيادة تصل إلى 12000 دولار سنويًا.

هذا ما دفع بعض المحافظين المعتدلين مثل النائب جودي أرينغتون (تكساس) للتحذير من أن "هناك نصف تريليون دولار خارج إطار عمل مجلس النواب، ولا نريد أن نثقل كاهل أبنائنا بديون جديدة".

أزمة التعليم تشتعل

واشتعل الخلاف مؤخرًا بعدما طالب ترامب بوقف تمويل برامج تعليمية اتحادية "لا تتماشى مع القيم الأمريكية" حسب تعبيره، وهو ما لاقى معارضة حادة من جماعات التعليم والمشرعين في الولايات الليبرالية، وهدد ترامب في تصريحات على منصته "تروث سوشيال" بقطع التمويل الفيدرالي عن الجامعات والمدارس التي "تُدرّس الكراهية والتمييز"، على حد قوله.

وقالت مصادر داخل الحزب إن هذه البنود بالتحديد تسببت في انسحاب دعم بعض المشرعين الجمهوريين من المشروع، وأثارت خلافًا حتى مع وزارة التعليم.

ترامب يتمسك: "لن أتنازل"

ورغم الانقسامات، يتمسك ترامب بمشروعه، معتبرًا إياه حجر الأساس لما سماه "استعادة أمريكا"، مؤكدًا أنه لن يتراجع عن أي بند، سواء متعلق بالضرائب أو بالهجرة أو التعليم.

ويبقى التصويت النهائي مؤجلاً، وسط تحركات محمومة في أروقة الكونغرس لإقناع الرافضين، وقلق متزايد من تصاعد الأزمة الداخلية في الحزب الجمهوري، خاصة مع اقتراب الانتخابات.

تم نسخ الرابط