روبوتات بشرية تتنافس في أول بطولة كرة قدم مستقلة في الصين

شهدت العاصمة الصينية بكين حدث فريد من نوعه، حيث أقيمت أول بطولة كرة قدم للـ روبوتات البشرية بدون أي تدخل بشري، ضمن فعاليات دوري “Robo League” (روبو ليغ)، ما يمثل خطوة متقدمة في تقاطع الذكاء الاصطناعي والروبوتات المتقدمة مع الرياضة.

THU Robotics يحسم النهائي في مواجهة مثيرة

في المباراة النهائية للبطولة، تغلب فريق THU Robotics التابع لجامعة تسينغهوا على فريق Mountain Sea من جامعة الصين للزراعة بنتيجة 5:3. البطولة أقيمت في منطقة ييتشوانج للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية، وتعد تمهيد لبطولة العالم المقبلة لألعاب الروبوتات الشبيهة بالبشر، المقررة أيضا في الصين.

ما يميز هذه البطولة أنها لم تشهد أي إشراف بشري مباشر إذ لعبت الروبوتات المباراة بالكامل بشكل ذاتي، معتمدة على الخوارزميات المتقدمة وأجهزة الاستشعار والكاميرات البصرية.

ثلاث روبوتات لكل فريق… والذكاء الاصطناعي هو المدرب

كل فريق في البطولة ضم ثلاثة روبوتات شبيهة بالبشر، تتحرك وتلعب الكرة بشكل مستقل، دون تحكم بشري عبر الريموت أو البرمجة الحية الروبوتات استخدمت كاميرات عالية الدقة وأجهزة استشعار متقدمة تمكنها من تتبع الكرة على مسافة تصل إلى 20 مترًا بدقة تتجاوز 90% وتمييز عناصر الملعب مثل الخطوط والمرمى واللاعبين والزملاء والخصوم واتخاذ قرارات في الوقت الفعلي بشأن التمرير والتسديد والمناورة

المباراة قسمت إلى شوطين، كل منهما 10 دقائق، مع استراحة مدتها 5 دقائق، وشهدت لحظات مثيرة في السرعة والدقة وحتى التصادمات، ما يضفي طابع واقعي شبيه بمباريات البشر.

الاصطدامات وتوازن الحركة

ورغم التقدم التكنولوجي المذهل، واجهت الروبوتات تحديات حقيقية خلال المباريات. أبرزها صعوبة تجنب الأجسام المتحركة بسرعة، مما أدى إلى بعض الاصطدامات و تمايل طفيف أثناء الحركة، ما أثر على الاستقرار في الجري أو التسديد و الحاجة لتعديلات في القواعد للسماح باصطدامات غير متعمدة دون احتساب مخالفات

المنظمون أشاروا إلى أن هذه التحديات كانت متوقعة، وهي جزء من التطور الطبيعي لقدرات الروبوتات البشرية المستقلة، مؤكدين أن ما تحقق في هذه البطولة يعد إنجاز كبير في مجال الروبوتات ذاتية القرار.

الصين تتصدر مستقبل الروبوتات الرياضية

تعد بطولة “روبو ليج” واحدة من أبرز المبادرات الصينية لترسيخ ريادتها في مجال الروبوتات الرياضية، وهي تندرج ضمن خطة وطنية لتطوير الذكاء الاصطناعي والروبوتات البشرية في قطاعات متعددة، من بينها الصناعة، والرعاية الصحية، وحتى الترفيه والرياضة.

وتهدف بكين من خلال تنظيم هذه البطولة إلى اختبار كفاءة تقنيات التحكم الذاتي في بيئة تنافسية و تعزيز البحث الأكاديمي في مجالات الرؤية الحاسوبية والتفاعل مع البيئة و خلق نماذج جديدة للتعليم التكنولوجي وتحفيز الشباب على الابتكار