أبو شامة: إسرائيل تفرض شروطها والهدنة الحالية مجرد تسوية مؤقتة

قال محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، إن حركة حماس تمر في واحدة من أكثر المراحل جدية في مسعاها لإنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، مهما كانت صيغة الهدنة المطروحة.
وأوضح في مداخلة هاتفية مع الإعلامية داليا أبو عميرة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الإشكالية تكمن في قدرة حماس على دفع الثمن السياسي والأمني الذي تطلبه إسرائيل، والذي يشمل نزع سلاح الحركة، وإبعادها عن الحكم، وتسليم الجثامين والرهائن مقابل تقديم تسهيلات إنسانية مؤقتة.
القضاء الكامل على حركة حماس
وأشار أبو شامة إلى أن الصيغة الحالية التي يُقال إن الوسيط ستيف ويتكوف قد توصل إليها مع أحد مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا تختلف كثيرًا في جوهرها عن العروض السابقة.
وتتكرر البنود المتعلقة بالإفراج عن الرهائن، وتقديم المساعدات، والانسحاب المحدود لقوات الاحتلال، لكن الجديد هذه المرة هو الطلب الإسرائيلي الصارم الذي لا يقبل التفاوض بشأنه، وهو القضاء الكامل على حركة حماس أو إخراجها من قطاع غزة. واعتبر هذا المطلب من أكثر القضايا تعقيدًا، رغم عرضه مرات عدة في جولات تفاوض سابقة.
أرضية مشتركة
وأضاف أبو شامة أن غياب أرضية مشتركة بين الأطراف الدولية والإقليمية المعنية لتحديد ما يسمى بـ"اليوم التالي" في غزة بعد التوصل إلى هدنة محتملة، يُعد من أبرز العقبات التي تعيق التوصل إلى تسوية دائمة. وأشار إلى اختلاف التصورات بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، ومصر وقطر وبعض الدول العربية من جهة أخرى.
وأوضح أن ما يُناقش حاليًا هو مجرد هدنة مؤقتة، مع عدم وجود ضمانات لعدم عودة إسرائيل إلى الحرب مرة أخرى، كما حدث بعد توقيع هدنة يناير الماضي. وأكد أن الطرف الأقوى ميدانيًا، وهو إسرائيل والولايات المتحدة، هو من يفرض الشروط فعليًا، بينما تبقى حركة حماس على طاولة التفاوض فقط بسبب امتلاكها بعض أوراق القوة، أبرزها الرهائن والوجود المحدود على الأرض.
وأشار إلى أن أي خيار لخروج كامل لحركة حماس من قطاع غزة يجب أن يكون مشمولًا باتفاق واضح تضمنه الولايات المتحدة، ويتبنى الرؤية العربية المصرية الإسلامية المتكاملة التي طُرحت في اجتماع القاهرة. ولفت إلى أن عدم وجود ثقة في الإدارة الأمريكية، التي وصفها بالمراوغة، وكذلك في إدارة نتنياهو التي تتبع سياسة مماثلة، يعقد مهمة الدبلوماسيين المصري والقطري في هذه المفاوضات.