عاجل

الخيامية بين الماضي والحاضر.. شيماء حمدون تروي حكاية الفن الأصيل بأسلوب عصري

شيماء حمدون
شيماء حمدون

في إطار اهتمامه بإبراز النماذج النسائية الملهمة في المجتمع المصري، عرض برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" المذاع عبر قناة CBC، تقريرًا تلفزيونيًا مميزًا حول رحلة شيماء حمدون، الشابة المصرية التي أعادت إحياء فن الخيامية، أحد أبرز الفنون التراثية في مصر، من خلال لمستها الفنية الخاصة، التي مزجت بين الأصالة والإبداع المعاصر.

من الإعلام إلى الفنون التراثية

بدأت شيماء حمدون حديثها باستعراض رحلتها الشخصية مع الخيامية، قائلة: "أنا خريجة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وكان شغفي دائمًا بالفن والإعلام، لكنني لم أعمل في مجال الإعلام بعد التخرج، بل وجدت شغفي الحقيقي في صناعة الخيامية".

وتابعت شيماء حمدون: "هذا التحول من الدراسة الأكاديمية إلى الحِرفة اليدوية لم يكن محض صدفة، بل كان نتيجة حب دفين للفن، ورغبة في التعبير عن الذات من خلال أدوات تراثية لها جذور في الهوية المصرية".

فن مصري خالص 

أوضحت شيماء حمدون أن "الخيامية" هي أحد الفنون المصرية الأصيلة التي تعود إلى قرون مضت، ويعتمد على تجميع قصاصات من القماش الملون لصناعة لوحات فنية دقيقة، موضحة: "هو فن بيستخدم القماش فقط، وبعتمد فيه على تقطيع الأقمشة ورسم تابلوهات من خلال تجميعها بشكل يدوي، والنتيجة بتكون قطعة فنية مبهرة".

وواصلت شيماء حمدون: "ورغم بساطة أدواته، إلا أن هذا الفن يتطلب دقة عالية وخيالًا واسعًا، مما يجعله أحد أصعب وأجمل أشكال الفنون اليدوية التي توارثها المصريون عبر الأجيال".

الحفاظ على الشكل الكلاسيكي

أشارت شيماء حمدون إلى أن الخيامية ظلت محافظة على شكلها الكلاسيكي، رغم محاولات متعددة من الحرفيين لتطويرها أو دمجها في منتجات جديدة، قائًلا: "في ناس حاولوا يغيروا في شكل الخيامية، وأنا كمان حاولت أضيف لمستي، لكن الحقيقة إننا مقدرناش نستغنى عن الشكل الأصلي اللي الناس اتعودت عليه".

وأكمل شيماء حمدون: "هذه المحاولات لم تكن من أجل تغيير الفن، بل لتوسيع دائرة استخدامه، فشيماء استخدمت الخيامية في تصميم الحقائب، والتابلوهات، والديكورات الداخلية، مع الاحتفاظ بروحها التقليدية".

تهدف إلى الحفاظ على الهوية

لا يقتصر هدف شيماء حمدون على إبداع قطع فنية جميلة فقط، بل تسعى من خلال عملها إلى توصيل رسالة أكبر، وهي أهمية الحفاظ على التراث المصري من الاندثار، مؤكدة أن "التراث مش مجرد حاجة بنعرضها في المتاحف، لكنه جزء من حياتنا اليومية، ولازم نحافظ عليه بأساليب تواكب العصر".

وأردفت شيماء حمدون: "تمثل تجربتها نموذجًا مشرفًا للشباب المصري القادر على إعادة إحياء الفنون القديمة برؤية معاصرة، تفتح آفاقًا جديدة للتسويق والتراث معًا، وتعزز من قيمة الهوية الثقافية في ظل عالم سريع التغير".

<strong>الستات مايعرفوش يكدبوا</strong>
الستات مايعرفوش يكدبوا

دعم الفنون التراثية

قصة شيماء حمدون تسلط الضوء على أهمية دعم الصناعات اليدوية والتراثية في مصر، خاصة في ظل توجه الدولة نحو تعزيز الهوية الوطنية، والحفاظ على الفنون التقليدية، ويأمل المهتمون بالشأن الثقافي أن تحظى هذه المبادرات بالدعم الحكومي والاهتمام المجتمعي، لضمان بقاء هذه الفنون على قيد الحياة، وتوريثها للأجيال القادمة في صورة أكثر إبداعًا وعصرية.

تم نسخ الرابط