عاجل

اللواء محمد عبدالواحد: قراءة في التطورات الإقليمية والصراع في الشرق الأوسط

اللواء / محمد عبد
اللواء / محمد عبد الواحد

أكد اللواء محمد عبد الواحد أن الصراع المستمر في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن فصله عن الصراع الجيوسياسي العالمي بين قوى كبرى. حيث تواجه الولايات المتحدة الأمريكية والغرب تحديًا متزايدًا من جانب الصين وروسيا وإيران، مما يجعل الشرق الأوسط ساحة مهمة لهذا الصراع.

وأوضح عبد الواحد لـ "نيوز رووم" أن الولايات المتحدة تسعى بقوة للحفاظ على تواجدها في الشرق الأوسط لأسباب استراتيجية متعددة، يأتي في مقدمتها الموقع الجغرافي الحيوي للمنطقة، والسيطرة على الممرات البرية والبحرية التي تربط بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى التحكم في أكبر مصادر إنتاج النفط والغاز عالميًا، الأمر الذي يمكنها من التأثير على ضخ الطاقة إلى الأسواق الغربية والأسعار العالمية للطاقة.

وأشار إلى أن روسيا استغلت الفراغ الأمني الناتج عن ثورات الربيع العربي لتعزيز وجودها في سوريا، حيث دعمت نظام بشار الأسد بشكل فعال، ونجحت في أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في الأزمة السورية. كما امتد نفوذها إلى ليبيا ومنطقة الساحل الإفريقي، ما تسبب في استياء الولايات المتحدة.

من جانبه، تتطلع الصين إلى توسيع نفوذها الاقتصادي في الخليج العربي عبر الاستثمارات الضخمة ومشاريع البنية التحتية، وهو ما يُعتبر تهديدًا لمصالح الولايات المتحدة. وأكد اللواء عبد الواحد أن الصين تعتمد بشكل كبير على النفط الإيراني (بنسبة 90%)، وتستخدم ما يقارب 50% من تجارتها البحرية عبر ما يعرف بـ"الاستثمارات الزرقاء"، كما أنها أكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم. لذا فإن أي اضطرابات في البحر الأحمر أو مضيق هرمز تؤثر سلبًا على الاقتصاد الصيني، مما يبرر التواجد الأمريكي المكثف في المنطقة بهدف فرض هيمنة واستثمار الخلافات الإقليمية.

الاتفاق الغامض بين إيران وإسرائيل: وقف إطلاق نار وسط تساؤلات حول آلياته

فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إيران وإسرائيل، وصف اللواء عبد الواحد الاتفاق بـ"الغامض جدًا"، مشيرًا إلى أن الإعلان المفاجئ عنه من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جاء دون تفاصيل واضحة عن شروطه أو آليات تنفيذه. لكنه أوضح أن الأطراف الثلاثة (إيران، إسرائيل، وأمريكا) كانت مقتنعة بضرورة هذا الاتفاق في ظل تصاعد التصعيد العسكري.

وبيّن أن الخسائر الإيرانية كانت أقل نسبيًا مقارنة بإسرائيل، التي واجهت صعوبات كبيرة في تحمل الضربات في عمق أراضيها، خصوصًا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وهو ما أثر بشكل ملحوظ على أمنها القومي.

وأضاف عبد الواحد: "لو استمرت الضربات بهذا المعدل لشهر آخر، كانت إسرائيل مهددة بالسقوط من الداخل."

الجدل حول السلاح النووي الإسرائيلي والغموض الأمريكي

ناقش اللواء عبد الواحد مسألة امتلاك إسرائيل لسلاح نووي، معربًا عن أن الولايات المتحدة تتعمد ترك هذا الملف في حالة من الغموض لأنه يخدم مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

وأشار إلى أن إيران تحرص بدورها على تعزيز صورة قوتها النووية أمام شعبها لدعم شرعية النظام داخليًا، في حين تستخدم الولايات المتحدة هذا الملف للضغط السياسي والاقتصادي على إيران وتطبيق سياسة "الاحتواء"، بهدف عزل إيران دوليًا.

توقعات باستمرار الصراع وتأثيراته على مصر

توقع اللواء عبد الواحد أن الصراع في الشرق الأوسط سيستمر لفترة طويلة، مشيرًا إلى أن مصر تتأثر مباشرة بهذه التطورات، خاصةً مع التوترات في البحر الأحمر التي أدت إلى تراجع مرور السفن في قناة السويس، وهو ما يؤثر سلبًا على أهم مصادر الدخل القومي.

كما ذكر أن السياحة والتجارة والاستثمار في مصر تعاني بسبب هذه الأوضاع الإقليمية، مؤكدًا أن مصر تمر بظروف اقتصادية صعبة ليس لها يد فيها، وإنما هي نتاج الصراعات الإقليمية المحيطة.

المشهد الإقليمي المستقبلي: تحول في موازين القوى

واختتم اللواء حديثه بالتأكيد على أن الصراع الإقليمي سيستمر، وأن الولايات المتحدة تحاول فرض واقع عالمي أحادي القطبية يبقيها القوة المهيمنة.

لكن عبد الواحد أشار إلى تغير موازين القوى في المنطقة، متوقعًا تصاعد دور تركيا في الساحة الإقليمية، مع استمرار إسرائيل كقوة إقليمية رئيسية بدعم أمريكي.

تم نسخ الرابط