العائدون إلى الأهلي.. من كتب المجد الأحمر ومن ضلّ الطريق؟

على مدار تاريخه، كان النادي الأهلي دائمًا محطة رئيسية في مسيرة نجوم الكرة المصرية، إما كنقطة انطلاق أو كوجهة أخيرة لتحقيق المجد.
وبين أولئك الذين ارتدوا القميص الأحمر، تميزت فئة خاصة من اللاعبين بمسيرة غير تقليدية، غادروا الأهلي في فترات مختلفة، ثم عادوا إليه لاحقًا لأسباب متعددة، منها البحث عن فرصة أكبر أو خوض تجربة احترافية، أو العودة بعد التألق خارجه.
في هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز هؤلاء اللاعبين خلال السنوات الأخيرة، بين من نجح في فرض نفسه بعد العودة، ومن لم يتمكن من إثبات أحقيته بالبقاء في نادٍ بحجم الأهلي.
محمد شريف – عودة بطموحات أكبر
بعد بداية في صفوف الناشئين وصعوده للفريق الأول، عانى محمد شريف من قلة الفرص، فانتقل إلى إنبي على سبيل الإعارة عام 2019. وعند عودته في 2020، أثبت نفسه وساهم في عدة بطولات. غادر مجددًا في 2023 نحو الخليج السعودي، قبل أن يعود للأهلي في صيف 2025. عودته هذه المرة تأتي محمّلة بخبرة وتجربة جديدة، تجعله أقرب للنجاح إذا استمر بنفس التركيز والحماس.
محمد الشناوي – القائد العائد
خرج من الأهلي باكرًا لوجود أسماء كبيرة في مركز حراسة المرمى، ولعب لعدة أندية من بينها بتروجت، قبل أن يعود في توقيت مثالي. منذ عودته، أصبح الحارس الأول وقائد الفريق، وحقق بطولات محلية وقارية. الشناوي هو النموذج الأوضح على أن العودة قد تصنع التاريخ، إذا امتلك اللاعب الطموح والالتزام.
أحمد عبدالقادر – رحلة إعارات نحو الأساسية
أعير مرتين إلى سموحة، واستغل الفرصة لتطوير مستواه، قبل أن يعود في 2022 ويصبح أحد العناصر الأساسية في تشكيل الأهلي. عبدالقادر أثبت أن الإعارات ليست تهميشًا، بل قد تكون الطريق الأقصر نحو التألق، وعودته كانت ناجحة بكل المقاييس.
كريم نيدفيد – العودة بعد تعدد التجارب
غادر إلى حرس الحدود ووادي دجلة ومودرن سبورت، قبل أن يعود للأهلي بعد تألق واضح. ورغم أن عودته لم تصاحَب بضجة إعلامية، لكنه ظل يقدم أداءً جيدًا ويحجز مكانًا بين البدائل الجاهزة، ما يجعل عودته ناجحة جزئيًا وإن كانت تفتقر إلى الاستمرارية في التشكيلة الأساسية.
أليو ديانج – العودة بثوب المحترف الحقيقي
بعد سنوات من التألق في وسط ملعب الأهلي، قرر المالي أليو ديانج خوض تجربة احترافية جديدة في صيف 2024، منتقلاً إلى نادي الخلود السعودي على سبيل الإعارة، بحثًا عن تحدٍ جديد ومساحة أكبر للتألق. ورغم الجدل الذي صاحب خروجه، فإن ديانج حافظ على مستواه المميز في الدوري السعودي، وظهر بصورة أكثر نضجًا من الناحية البدنية والتكتيكية.
وخلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية (2025)، أعاد الأهلي قيد اللاعب ضمن قائمته الأساسية، ليشارك سريعًا في بطولة كأس العالم للأندية المقامة في الولايات المتحدة. ولم يحتج ديانج وقتًا طويلًا لإثبات قيمته، إذ قدم مستويات رائعة في وسط الملعب، سواء على مستوى الضغط أو قطع الكرات أو بناء الهجمات، ما جعله أحد أبرز عناصر الفريق في البطولة.
عودة ديانج لم تكن مجرد استعادة للاعب، بل كانت بمثابة استعادة “للقلب النابض” لخط وسط الأهلي، لاعب عاد أكثر هدوءًا وخبرة، واستحق ثقة الجهاز الفني والجماهير منذ اللحظة الأولى.
أيمن أشرف – عودة ناجحة ثم نهاية صامتة
بعد انتقاله إلى سموحة في 2013، عاد للأهلي وتألق بشدة خاصة في مركز قلب الدفاع. لكن خروجه من حسابات مارسيل كولر الموسم الماضي دفعه للرحيل إلى البنك الأهلي. تجربة العودة كانت ناجحة في بدايتها، لكنها انتهت تدريجيًا بصمت، ما يجعل تقييمها مختلطًا.
مؤمن زكريا – عودة انتهت ببطولة من نوع خاص
بدأ مسيرته في الأهلي، ثم مر بمحطات في الإنتاج الحربي والزمالك، قبل العودة للأهلي حيث قدم أفضل مستوياته. لكن إصابته بمرض نادر أنهت مسيرته مبكرًا. ومع ذلك، ستظل عودته واحدة من أكثر القصص الإنسانية والرياضية تأثيرًا في تاريخ النادي.
رمضان صبحي – عودة قصيرة لم تكتمل
عاد من ستوك وهدرسفيلد في إعارة للأهلي عام 2019، وقدم مستويات جيدة، لكن قراره بعدم الاستمرار والانتقال إلى بيراميدز أثار جدلًا واسعًا. ورغم تألقه النسبي خلال الإعارة، فإن اختياره عدم الاستمرار مع الأهلي جعله خارج إطار “العودة الناجحة” في نظر الجماهير.
أحمد فتحي – نموذج العودة المثالية
بعد احتراف في شيفيلد يونايتد، عاد ليكون ركيزة أساسية في الفريق وحقق عشرات البطولات. يُعتبر فتحي من أبرز من عادوا للأهلي ونجحوا في حصد كل شيء، قبل أن يختتم مشواره مع بيراميدز. قصته تؤكد أن العائد يمكن أن يصبح أسطورة إذا امتلك ما يكفي من العزيمة.
أحمد الشيخ – عودة لم تغيّر مصيره
رغم عودته بعد تألق كبير في المقاصة، لم ينجح في فرض نفسه بشكل دائم في الأهلي، وظل حبيسًا لمقاعد البدلاء. أعير أكثر من مرة، وأخيرًا انتقل إلى بيراميدز. عودته لم تكن على قدر التوقعات، وانتهت بقرار الرحيل النهائي.
هشام محمد – الظهور الأخير في صمت
بعد فترات في سموحة والمقاصة، عاد إلى الأهلي لفترة قصيرة، لكنه لم ينجح في كسب ثقة الجهاز الفني. انتهى به الحال في الاتحاد السكندري ثم بيراميدز، وأخيرًا الإسماعيلي. عودته تُصنَّف على أنها غير ناجحة، ولم تترك أثرًا.
أكرم توفيق – مثال العودة المتطورة
خرج للإعارة في إنبي، وعاد بعدها للأهلي ليصبح من العناصر الأساسية في وسط الملعب والدفاع، وشارك في تتويجات قارية ومحلية. عودته كانت ناجحة، لكن رحيله في 2025 بعد نهاية عقده ترك فراغًا واضحًا.
رامي ربيعة – عودة أنهكتها الإصابات
بعد خوض تجربة احتراف قصيرة في سبورتنج لشبونة، عاد إلى الأهلي، لكنه عانى من إصابات متكررة أثّرت على استمراريته. رغم فترات من التألق، إلا أن عدم ثبات مستواه بسبب الغيابات المتكررة يجعل من عودته تجربة باهتة لم تحقق ما كان منتظرًا.