عاجل

أزمة متصاعدة في بنية الطرق بدمياط: طرق متهالكة وحوادث متكررة

طرق مهملة بدمياط
طرق مهملة بدمياط

تعيش محافظة دمياط أزمة متفاقمة في ملف البنية التحتية للطرق، حيث تعاني معظم الشوارع والطرق الرئيسية والفرعية من تهالك واضح، ورداءة في الرصف، وانعدام في الصيانة الدورية، وسط تجاهل من المسؤولين المحليين، رغم تعدد شكاوى المواطنين وازدياد الحوادث.

من دمياط الجديدة إلى فارسكور، ومن كفر سعد إلى رأس البر، تتنوع صور المعاناة، لكن المضمون واحد: طرق متهالكة، شوارع محفورة، ومواطنون يدفعون الثمن.

طرق غير آدمية

في قلب مدينة دمياط، لا يختلف المشهد كثيرًا. فرغم أهمية المدينة كمركز تجاري وصناعي وسياحي، إلا أن شوارعها تعاني من تصدعات متكررة، وردم عشوائي، ورصف غير منتظم.

شارع "عبد الرحمن" مثلًا، أحد الشوارع الحيوية في المدينة، يشهد بشكل يومي اختناقًا مروريًا بسبب الحفر والمطبات العشوائية، ما يجعل السير فيه تحديًا للسائقين والمشاة معًا.

الريف أكثر تهميشًا

في القرى والمراكز التابعة، تتضاعف الأزمة. ففي مراكز الزرقا، وكفر البطيخ، وميت أبو غالب، تبدو الطرق أشبه بمسارات ترابية مليئة بالحجارة والمطبات، خاصة في الطرق الزراعية التي تربط بين الأراضي والمنازل.

يقول الحاج مصطفى، أحد سكان قرية البصارطة:

"الطريق اللي بيربطنا بالمدينة اتردم أكثر من مرة، لكن بدون رصف حقيقي. العربيات بتغرز في المطر، والشتا بيحول الشارع لمستنقع طين."

دمياط الجديدة.. مدينة حديثة بطرق متهالكة

حتى في مدينة دمياط الجديدة، التي يُفترض أنها حديثة التنظيم وتابعة لجهاز المدن الجديدة، لم تسلم من مشكلات الطرق.
يشتكي السكان من سوء تنفيذ بعض المحاور، وغياب التوسعة رغم التكدس السكاني المتزايد. بعض الشوارع، مثل شارع "الصعيدي"، لا تزال ترابية أو غير ممهدة رغم مرور أكثر من 10 سنوات على إنشائها.

صيانة غائبة وموازنات متأخرة

بحسب مصادر محلية، فإن مخصصات صيانة الطرق في دمياط لا تغطي سوى نسبة محدودة من الاحتياجات الفعلية، مما يؤدي إلى الاعتماد على حلول مؤقتة مثل ردم الحفر أو ترقيع الأسفلت، والتي سرعان ما تتلف خلال شهور بسبب الأمطار أو ضغط حركة السير.

ويؤكد عدد من المواطنين أن "الإصلاحات" التي تتم غالبًا تكون شكلية أو غير مستوفية للمواصفات، ما يجعل الطريق يعاني مجددًا خلال فترة وجيزة.

خطر على الأرواح والممتلكات

نتيجة تهالك الطرق، شهدت دمياط خلال السنوات الأخيرة عددًا متزايدًا من الحوادث، خاصة على الطرق الواصلة بين دمياط وفارسكور، ودمياط وكفر سعد.
الحوادث لا تقتصر على السيارات، بل تمتد إلى الدراجات النارية والتكاتك، والتي كثيرًا ما تنقلب بسبب الحفر أو الارتفاعات غير المتساوية في الرصف

▪ مطالب المواطنين

يطالب المواطنون في دمياط بتدخل عاجل من وزارتي النقل والتنمية المحلية، إلى جانب المحافظ، لوضع خطة شاملة لإعادة تأهيل الطرق، تشمل:

رصف الطرق المتهالكة بشكل علمي ودائم.

إعادة تخطيط الشوارع بما يتناسب مع الكثافة السكانية والمرورية.

توسعة الطرق بين المدن والمراكز لتقليل الحوادث.

إنشاء مطبات صناعية منظمة بدلًا من العشوائية المنتشرة حاليًا.

توفير الإنارة واللافتات المرورية في الطرق الحيوية.

أزمة الطرق في دمياط لم تعد تحتمل التأجيل أو التسويف. الطرق ليست مجرد وسيلة انتقال، بل هي حياة الناس اليومية، وسلامتهم، واقتصادهم، وسياحتهم، ومستقبل أبنائهم.

وإذا لم تتحرك الجهات المسؤولة بشكل جاد وعاجل، فستظل دمياط، بكل ما تملكه من تاريخ وحضارة، رهينة طرق مهملة، ومواطن يعاني كل صباح ليصل إلى عمله أو مدرسته دون أن يفقد حياته.

تم نسخ الرابط