اضطرابات البحر المتوسط .. خبير مناخ يكشف حقيقة حدوث تسونامى

في ظل ما تشهده بعض المناطق الساحلية من اضطرابات جوية خلال فصل الصيف، أكد الدكتور علي قطب، أستاذ المناخ، أن ما يحدث في البحر المتوسط من تقلبات مناخية يُعد أمرًا طبيعيًا ومتكررًا في بداية الصيف، ولا يستدعي القلق أو التهويل، خاصة في ما يتعلق بشائعات "تسونامي" المتداولة مؤخرًا.
تغيرات مناخية طبيعية
أوضح علي قطب، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "صباح الخير يا مصر" المذاع على القناة الأولى المصرية، أن بداية فصل الصيف تشهد دائمًا تقلبات جوية، نتيجة الانتقال من فصل الربيع إلى الصيف، وهو ما يُحدث تداخلًا بين الكتل الهوائية الباردة والدافئة في مناطق متفرقة من البحر المتوسط.
وأشار علي قطب، إلى أن هذه الظاهرة طبيعية تمامًا، ويحدث مثلها في العديد من دول العالم، ولا ينبغي التعامل معها كأمر استثنائي أو غير مسبوق.
البحر المتوسط مخزون حراري
وأكد قطب، أن البحر يُعد بمثابة "مخزون طاقة شمسية"، مشيرًا إلى أن نحو ثلثي سطح الكرة الأرضية مغطى بالمياه، وهو ما يساعد على امتصاص وتخزين كميات كبيرة من الحرارة، مشيرا إلى هذا الخزان الحراري الكبير يتفاعل مع التغيرات الجوية عبر تيارات بحرية ناتجة عن عمليات المد والجزر، المرتبطة بدورها بارتفاع وانخفاض درجات الحرارة، وهو ما يؤثر بدوره على حركة الملاحة في بعض الأيام.
اضطرابات الملاحة البحرية
لفت علي قطب، إلى أن اضطرابات الملاحة البحرية، التي قد تحدث نتيجة لتغيرات درجات الحرارة أو حركة التيارات، تُعد من الأمور المتكررة والطبيعية في البحار والمحيطات، ولا تقتصر على البحر المتوسط فقط، بل تحدث في كل أنحاء العالم.
وأشار، إلى أن أوروبا تشهد حاليًا موجة شديدة من ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يعكس التأثير العالمي للتغيرات المناخية، والتي تمتد من الشمال إلى الجنوب وتؤثر على السواحل والدول الواقعة على البحر المتوسط.
شائعة تسونامي
وعن مقطع الفيديو المتداول الذي يتحدث عن احتمالية حدوث "تسونامي" في البحر المتوسط، نفى علي قطب، صحة هذه المزاعم جملة وتفصيلاً، مؤكدًا أن التسونامي لا يمكن أن يحدث في البحر المتوسط بالشكل الذي يروّج له البعض.
وأوضح علي قطب، أن التسونامي يرتبط بظواهر جيولوجية وزلزالية كبيرة، أو بعواصف بحرية هائلة، تستدعي وجود سرعات رياح وأمواج تتجاوز ارتفاعاتها 10 أمتار، وهو أمر غير وارد في البحر المتوسط، لكونه بحر شبه مغلق وصغير نسبيًا مقارنة بالمحيطات المفتوحة.

دعوة للطمأنة وتجنب التهويل
اختتم الدكتور علي قطب، حديثه بالتأكيد على أن ما يمر به البحر المتوسط من تغييرات مناخية أو اضطرابات مؤقتة لا يستدعي الذعر أو المبالغة، داعيًا وسائل الإعلام والجمهور إلى توخي الحذر في التعامل مع الشائعات، والاعتماد على مصادر علمية موثوقة في متابعة التغيرات الجوية والمناخية.