مفاجأة .. متحدث الصحة يكشف خطر يهدد الصحة العالمية |فيديو|
أكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن القطاع الصحي في مصر ملتزم بتحسين صحة المواطنين عبر تقديم خدمات طبية عالية الجودة، مشيرًا إلى أن قضية مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية أصبحت تهديدًا صحيًا عالميًا يتطلب تدخلاً عاجلاً للحد من تداعياته الخطيرة.
البداية مع البنسلين
وأوضح عبد الغفار، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "إكسترا نيوز"، أن اكتشاف البنسلين كان نقطة تحول في تاريخ الطب، حيث ساهم في إنقاذ الملايين من الأرواح، لا سيما في علاج الالتهابات البكتيرية الحادة التي كانت تُسبب فشل الأعضاء وتؤدي إلى الوفاة. إلا أن المشكلة بدأت عندما أُسيء استخدام المضادات الحيوية على نطاق واسع، مما منح البكتيريا الفرصة لتطوير أنظمة دفاعية جعلتها مقاومة لهذه الأدوية.
وأضاف أن الإستخدام العشوائي للمضادات الحيوية دون حاجة طبية حقيقية أدى إلى فقدان فعاليتها في مواجهة العديد من الأمراض البكتيرية البسيطة، مما يتطلب اللجوء إلى أنواع أقوى وأكثر تعقيدًا.
وفاة 5 ملايين شخص بسبب فشل المضادات الحيوية
وحذر عبد الغفار من أن استمرار هذا النمط من سوء الاستخدام قد يؤدي إلى ظهور بكتيريا لا تستجيب لأي مضاد حيوي متوفر حاليًا، ما يعني العودة إلى الحقبة التي سبقت اكتشاف المضادات الحيوية، حيث كانت الالتهابات البسيطة تتحول إلى أمراض قاتلة.
وأشار إلى أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى وفاة 5 ملايين شخص سنويًا بسبب فشل المضادات الحيوية في علاج الأمراض البكتيرية، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 10 ملايين حالة وفاة بحلول السنوات المقبلة، إذا لم يتم اتخاذ تدابير صارمة للحد من الاستخدام غير المبرر لهذه الأدوية.
نشر الوعي المجتمعي
وشدد المتحدث باسم وزارة الصحة على ضرورة نشر الوعي المجتمعي حول مخاطر الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، لافتًا إلى أن المشكلة لا تقتصر على المرضى فحسب، بل تمتد إلى الأطباء والصيادلة الذين يجب أن يكونوا أكثر التزامًا بوصف المضادات الحيوية عند الضرورة فقط.
وأكد أن الوزارة تعمل على تكثيف حملات الرقابة على المستشفيات والصيدليات، لضمان الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، مع تعزيز برامج التوعية للأطباء والصيادلة للحد من وصف هذه الأدوية دون داعٍ طبي واضح.
مقاومة المضادات الحيوية
واختتم عبد الغفار حديثه بالتأكيد على أن مواجهة أزمة مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية تتطلب تكاتف الجهود على المستويات كافة، بدءًا من الأفراد ووعيهم بكيفية استخدام الدواء، مرورًا بالمؤسسات الطبية التي يجب أن تلتزم بإرشادات الاستخدام الرشيد، وصولًا إلى السياسات الصحية التي تضع ضوابط صارمة لتقنين صرف المضادات الحيوية، حفاظًا على صحة الأجيال القادمة.
