عاجل

أستاذ بجامعة الأزهر: الصيام مدرسة إيمانية لترسيخ السلوك القويم (فيديو)

الصيام في الإسلام
الصيام في الإسلام

أكد الدكتور حسين مجاهد، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، أن الصيام في الإسلام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو منهج تربوي متكامل يهدف إلى تهذيب النفس وترويضها على الطاعة، بحيث يتجاوز معناه الظاهري إلى تحقيق التقوى التي أمر الله بها.

 وأوضح أن المسلم الذي يقدر على ترك المباح من الطعام والشراب طاعة لله خلال نهار رمضان، هو أقدر على ترك المحرمات طوال العام، مما يجعل الصيام وسيلة عملية لإصلاح السلوك وتقويم الأخلاق.

الرقابة الإلهية

وخلال حديثه في برنامج "آيات بينات"، المذاع على قناة الناس، أشار الدكتور مجاهد إلى أن آيات الصيام في سورة البقرة جاءت متبوعة بقول الله تعالى: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقًا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون". وأكد أن هذا الترتيب القرآني يحمل دلالة عميقة على أن الصيام ليس مجرد عبادة فردية، بل هو تدريب للمسلم على استشعار رقابة الله في كل تعاملاته، بحيث يكون صيامه حافزًا لترك الظلم والاعتداء على حقوق الآخرين.

الصيام الحقيقي

وأضاف أن الصيام الحقيقي لا يقتصر على الامتناع عن الأكل والشرب، وإنما يشمل أيضًا الامتناع عن كل قول أو فعل يتنافى مع مبادئ الإسلام. واستشهد بحديث النبي ﷺ: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". وأوضح أن هذا الحديث يؤكد أن الصيام ليس مجرد جوع وعطش، بل هو وسيلة لضبط السلوك والابتعاد عن الكذب، والغيبة، والنميمة، وسوء الأخلاق بشكل عام.

كما لفت إلى أن المسلم الذي يصوم نهار رمضان، لكنه يمارس سلوكيات محرمة مثل الرشوة، والغش، والسرقة، ربما يكون قد أدى الفرض من الناحية الشكلية، لكنه لم يدرك المقصد الحقيقي من الصيام، وهو تحقيق التقوى وتصفية القلب من المعاصي.

درجات الصيام 

وأشار الدكتور مجاهد إلى أن هناك فارقًا بين صيام العامة وصيام الخاصة، فالصيام عند عامة الناس هو مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بينما عند أهل الخصوص، يشمل حفظ الجوارح كلها عن المعاصي، فيكون اللسان مصونًا عن الكذب والغيبة، والأعين غاضّة عن الحرام، والقلوب متعلقة بالله، فيرتقي الصائم إلى مستوى روحاني عالٍ يُحقق المقصد الأسمى للصيام.

وختم حديثه بالتأكيد على أن شهر رمضان فرصة عظيمة لإصلاح النفس، حيث يمكن للصائم أن يتدرب على الصبر، وكبح الشهوات، وضبط النفس، ليكون الصيام مدرسة إيمانية تُثمر سلوكًا مستقيمًا يدوم طوال العام، وليس مجرد طقوس تُمارس في شهر واحد ثم تزول بعد انتهائه.

تم نسخ الرابط